كوكتيل

كل اصابع التطبيع تتجه الى الدبيبة .. تأكيدات ليبية: لقاء المنقوش وكوهين بعلم وبتنسيق من الدبيبة

يبوح ملف تسريب لقاء وزيرة الخارجية الليبية المقالة نجلاء المنقوش ونظيرها الإسرائيلي ايلي كوهين في العاصمة الايطالية روما بكثير من التفاصيل الجديدة فيما باتت تداعيات التسريب في الداخل الليبي والإسرائيلي على حد سواء كبيرة بينما اعطى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعليمات بعدم نشر أي تفاصيل للقاءات سرية إلا بموافقته الشخصية.
ووفق ما نقلته وكالة أسوشيتد برس عن اثنين من كبار المسؤولين في حكومة الوحدة الوطنية الليبية فان رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة كان على علم بالمحادثات في تناقض مع قرار الاقالة الذي يوحي بان اللقاء كان دون علمه هو ما يؤكد فرضية ان الدبيبة ضحى بوزيرة خارجيته لإنقاذ سمعته ومستقبله السياسي.


وقال احد المسؤولين الليبين ان رئيس الحكومة أعطى الضوء الاخضر للاجتماع خلال زيارة قام بها الشهر الماضي الى روما وان مكتبه هو من نسق اللقاء بالتعاون مع المنقوش.
وتحدث المسؤول الليبي الثاني عن تفاصيل اللقاء حيث قال بانه استمر لساعتين وان وزيرة الخارجية المقالة أبلغت رئيس الحكومة بكل تفاصيل المحادثات مشيرا الى أن الاجتماع ياتي ضمن الجهود التي توسطت فيها الولايات المتحدة لجعل ليبيا جزءا من الدول العربية التي اقامت معاهدات سلام مع الدولة العبرية.
وتحدثت مصادر على أن الموساد الإسرائيلي لعب دورا في تنظيم هذا المحادثات وايجاد قنوات تواصل مع الدبيبة فيما أثار التسريب خلافات حادة مع وزارة الخارجية لانه اضر بكل تلك الجهود.


وكشف نفس المسؤول ان تطبيع العلاقات بين ليبيا وإسرائيل تمت مناقشته لأول مرة في اجتماع بين الدبيبة ومدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز الذي زار العاصمة الليبية في يناير/كانون الثاني الماضي.
وقد أعطى الدبيبة في الاجتماع وفق المسؤول موافقة مبدئية للانضمام الى الدول المنضوية في اتفاقيات السلام لكنه كان خائفا من الغضب الشعبي في حال الإعلان عنها خاصة وان الشعب الليبي عرف عنه تاريخيا مناصرته للقضية الفلسطينية.
ويعتقد أن الدبيبة اضطر للتنصل من المسؤولية عن اللقاء بين وزيرة خارجيته ونظيرها الاسرائيلي وجعل نجلاء المنقوش كبش فداء قبل ان يتوجه الى السفارة الفلسطينية للتأكيد على ان موقف ليبيا لم يتغير من نصرة حقوق الفلسطينيين.
ويرى مراقبون أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية يسعى لإنقاذ مستقبله السياسي بعد ان عاين بنفسه الردود الغاضبة حتى من الشخصيات السياسية الاكثر قربا منه.
وكانت جهات إسرائيلية اعلنت بان أعلى المستويات في القيادة الليبية كانت على علم باللقاء في تلميح للدبيبة وهو ما زاد من تعقيد وضع رئيس حكومة الوطنية وكذلك من تعقيد أي مخطط اسرائيلي لتطبيع العلاقات.
ويظهر الدور الاميركي في الاجتماع بين كوهين والمنقوش حيث افادت القناة 13 العبرية الاثنين بأن القائم بأعمال السفير الأميركي لدى إسرائيل استدعى وزير الخارجية الاسرائيلي لـ”إجراء محادثة” تتناول الحادثة السياسية المحرجة والخطيرة.
ووفق المعطيات قدم السفير احتجاجا للوزير كوهين على التصرف الإسرائيلي حيث وجهت الإدارة الأميركية رسالة واضحة “أن هناك خطأ هنا وعلى إسرائيل إصلاحه”.
ووفق القناة الاسرائيلية فان كوهين اجاب بأن “إسرائيل تتفهم المشكلة” في اشارة الى احراد داخل الدوائر الدبلوماسية في الدولة العبرية.
وتدخل نتنياهو للتخفيف من اثر الازمة حيث ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه “بعد التوتر مع ليبيا، أوعز نتنياهو للوزراء والوزارات الحكومية بالتواصل مع مكتبه حول أي لقاء سياسي سري، وعدم نشر أي تفاصيل إلا بموافقته الشخصية”.
واستغلت المعارضة الإسرائيلية الملف لاتهام حكومة نتنياهو بالفشل وعدم المسؤولية والاضرار بمصالح الدولة العبرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى