فوزية رشيد : السعودية من عام إلى عام!
{ وأنت تراقب التغيرات والإنجازات في المملكة العربية السعودية، تشعر أن الزمن يتقافز حول نفسه متسارعًا بين إنجاز وآخر!، حتى أصبحت السنوات الأخيرة تسجل مقياسًا عالميا للسعودية في مجالات كثيرة من الدبلوماسية والسياسة ذات البُعد والعمق في رؤية التحولاّت! إلى الآفاق التنموية التي لا تتوقف، وتتجاوز حتى الخطوط المرسومة! إلى المجالات الرياضية والسياحية والثقافية، وفتح الباب واسعًا أمام الشباب والمرأة، حيث معدّل البطالة انخفض من 12 إلى 8% لإشراك الشباب في كثير من المشاريع القائمة، وحيث مشاركات المرأة تمتدّ من المناصب المهمة وصنع القرار إلى كل مجال كانت تراه قبل عقود حلمًا من الأحلام! إلى مشاركتها في سوق العمل التي وصلت نسبتها حسب الإحصائيات إلى ما يقارب الـ35% اليوم! وكما قال الأمير «محمد بن سلمان» لمحاوره من قناة «فوكس نيوز» الأمريكية في لقاء قبل أيام: «السعودية اليوم هي أعظم قصة نجاح في هذا القرن، والأسرع نموّاً حاليا في جميع القطاعات، ولقد استطعنا تحويل التحديات إلى فرص وإنجازات والأحلام إلى حقائق ونجاحات» قال ذلك بثقة وهو يدعم كلامه بالأرقام ويبين المكانة الاقتصادية والتنموية للسعودية على المستوى العالمي!
{ بمناسبة اليوم الوطني الـ 93 للسعودية لم يكن اعتباطًا اختيار عنوان (نحلم ونحقق) فالحلم السعودي يتخطى حاليًا كل ما وصلت إليه على المستوى العربي والاقليمي والدولي، ليصل إلى تأسيس (رؤية عالمية جديدة) تعمل على استقرار المنطقة والعالم، وتتبنى ترسيخ مسارات التنمية الشمولية، وتعمل من أجل السلام العالمي ككل، لأن السعودية تؤمن وفق رؤية 2030 أن الخير لابدّ أن يعمّ كل المنطقة ويمتّد إلى العالم ككل! وبذلك هي تعتمد على (رؤية مؤسساتية فاعلة) في ترسيخ دورها خليجيًا وعربيا وإقليميًا ودوليًا، سواء بالمبادرات أو التحالفات المتنوعة، مثلما ترسّخ دورها الإسلامي والخيري الإنساني في كل المجالات، لذلك هي أيضًا تسعى بتؤدة إلى الوصول إلى «نقطة الصفر» في الأزمات! ومن هذا المنطلق جاء عقد الاتفاقية مع إيران، ومنه تعمل على ترسيخ السلام في اليمن، وقد استقبلت مؤخرًا وفد الحوثيين لإنهاء الأزمة اليمنية.
وبذات المنطلق للسعودية «الكبرى والعظمى» كما بات دارجًا تسميتها اليوم، هي تعمل على التوازن في تحالفاتها مع القوى الكبرى، وهي عضو في مجموعة «بريكس» مثلما هي عضو في مجموعة «العشرين»، ما يجعل من حضورها الإقليمي والدولي خانة لا يمكن تجاوزها من كل القوى الكبرى ودول العالم قاطبة!
{ وبقدر ما تسعى القيادة السعودية إلى تحقيق الإنجازات الداخلية، من دون أخذ فاصل راحة، فإنها تسعى إلى نشر رؤيتها الإنسانية ومبادئها حول السلام والأمن العالمي، بما يؤكد مكانتها الرائدة استنادًا إلى ثقلها السياسي والاقتصادي والديني والحضاري والتاريخي في العالم، فأرض الجزيرة العربية التي تأسست عليها في القرون الأخيرة الممالك السعودية وآخرها المملكة التي تأسست على يد «الملك عبد العزيزة آل سعود» وامتدت عبر ملوكها إلى «الملك سلمان» خادم الحرمين الشريفين حفظه الله هي أرض زاخرة ببدايات التاريخ البشري ككل!
{ حين يكون الحلم هو بداية التحققّ، فإن الحلم السعودي اليوم يمتدّ ليرسم صورة أخرى لمستقبل المنطقة والعالم، انطلاقًا من خدمة قضايا الأمة العربية وعلى رأسها «القضية الفلسطينية» التي يشهد تاريخ المملكة ثبات مواقفها تجاه هذه القضية، ومبادرتها العربية 2002، التي لا تزال تعتبرها الأساس لتحقيق السلام في المنطقة! إلى جانب خدمة القضايا الإسلامية، وهي تشرف على أقدس المقدسات الإسلامية «الحرمين الشريفين» والكعبة المشرفة، ودفاعها عن القيم الإسلامية في مواجهة الفوضى الأخلاقية التي تعمّ العالم من المصدر الغربي! حتى تحولت السعودية بمواقفها الثابتة ومبادئها وإنجازاتها ودفاعها عن الدول العربية ومساندتها حين تواجه المخططات إلى دعم وسند لكل بلد عربي يواجه أزمة حقيقية، ما يجعل حاضرها امتدادًا لموقعها التاريخي قبل الإسلام وبعد الإسلام كأرض الرسالة الإلهية للعرب وللبشرية كلها!
{ هي السعودية التي تراهن على «الحلم والتحقق» على أرضية المكانة الاستراتيجية والسياسية التي تحظى بهما، إلى جانب ما حباها الله من ثروات وموارد، تديرها القيادة الشابة برؤية ولي العهد، الأمير «محمد بن سلمان»، بحيث لا مستحيل في الإنجاز إن كانت الرؤية واضحة والإرادة متوفرة والإمكانيات متاحة! وهي «المعادلة» التي تقف خلف التطورات والإنجازات المتواصلة، حتى أصبحت شكوى الوزراء في السعودية هي الحاجة إلى الراحة والنوم!
وعبر العقود الطويلة حققت السعودية نجاحات كثيرة، وسمعة راسخة في الأداء السياسي والدبلوماسي كصاحبة قول وفعل!
مثلما حققت نموذجًا عربيًا وإسلاميا يروي أعظم قصة نجاح في القرن الواحد والعشرين سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي!
حفظ الله بلاد الحرمين وشعبها، وكل عام وهي بخير وسؤدد وعزّ، وأدام الله أعيادها وهي في استقرار وأمان.
*الخليج