رأي في الحدث

حمد سالم المري : اهتزاز صورة الهوية الوطنية

من يشاهد شعوب دول الخليج العربية، يجدها متمسكة بهويتها الوطنية من خلال اللباس، والثقافة، والفنون الشعبية، واللهجات، وتعزز حكومات هذه الدول تلك الصورة في نفوس شبابها وصغارها، بشتى الطرق، بهدف المحافظة عليها من الاندثار.
ربطت هذه الدول صورة هويتها الوطنية بحب الوطن، حتى أصبحت الجاليات التي تعيش فيها تحاول تقليدها، بسبب قوة الإعلام المحلي لهذه الدول، الذي يعمل على تعزيزها لدى المشاهد، كما أن تقليد الجاليات لهذه الصورة في اللبس، يعتبر تعبيرا لحبها للبلاد التي تعيش فيها.
عندنا في الكويت، للأسف، اهتزت صورة الهوية الوطنية كثيرا، حتى أصبحت شبه معدومة، بسبب تقليد الغالبية العظمى من الشعب الكويتي للثقافات الغربية، في الملبس، والفنون، والثقافة، حتى اللهجات المحلية تأثرت كثيرا بلهجات خارجية، ولغات أجنبية.
لا تكاد ترى مواطنا كويتيا يلبس دشداشة في الأماكن العامة، والمجمعات التجارية، وبخاصة بين صفوف الشباب، والصغار، حتى أصبح لبس الدشداشة، والغترة والعقال، لا يشاهد إلا في المناسبات العامة، كالأعياد، والحفلات الزواج، حتى صلاة الجمعة، أصبح الكثير من الشباب يذهبون إليها بلباس غربي، بعدما كانوا يصلونها في المساجد، وهم لابسين دشاديش.
قد يقول البعض، ما علاقة اللبس بالوطنية، وهذا الكلام مردود عليه، فهو يعمل على تعزيز صورة الهوية الوطنية، ويعتبر اللباس الشعبي أهم صورة لها، لانه يعزز من الروح الوطنية لدى الشباب، وهذا ما نشاهده في دول الخليج العربية الأخرى.
إذا ضاعت صورة هويتنا الوطنية، ضاع تراثنا معها، وإذا ضاع التراث، نشأ جيل ضائع، ليس له تراث، ولا هوية واضحة، فنكون كالغراب الذي أراد أن يقلد مشي الحمامة فأضاع مشيته، ولم يتقن مشية الحمامة.
أتألم إذا شاهدت شعوب دول الخليج وهم متمسكون بلباسهم، وثقافتهم الشعبية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، وافتخارهم بهذا اللبس، حتى أصبح الشخص يستطيع معرفة الفرد الذي أمامه، من أي دولة خليجية هو، من خلال اللباس واللهجة.
بينما نحن ننسلخ من هويتنا الوطنية بتقليدنا للغرب في اللباس والثقافة، فلا نرى أي محاولة حكومية لتعزيز هذه الصورة.
نعذر من يستغني عن الدشداشة ويستبدلها بالقميص والبنطال، إذا كان مسافرا الى دول، هذا هو لباسها، وذلك حتى لا يكون شاذا بينهم، ويصبح هدفا واضحا للنصابين، والمجرمين، الذين يرون الشعوب الخليجية براميل نفط، وخزائن ذهب تسير، ولكننا نعاتب من لا يعتز بلباسه الشعبي وهو في بلده الأم. فيتجول في الأماكن العامة بلباس غربي.

*السياسه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى