رأي في الحدث

حسن علي كرم : كُتب علينا الحزن وهو كره لنا!

هل كُتب علينا الحزن بلا ذنب اقترفناه، ولا جريرة فعلناها، لكن تنزل علينا الاحزان، وكأنه كُتب على اهل الكويت الا ينزعوا عنهم ثوب السواد، وكأن حظ الكويت كحظ شاعر المجون ابا نواس الذي قال ان ثوبك مثل شعرك مثل حظي سواد في سواد في سواد؟
ان نستشعر بالام ومأساة اهل غزة، فذلك ربما شعور مشترك للانسانية، وان نفزع بارسال المعونات الانسانية – طبية او غذائية- فهذا ايضاً واحد و من سياق العمل الانساني يشاركنا فيه كل العالم من شرقه وغربه.
نحن لسنا خلافا للاخرين، فلا نحن ملائكة أطهار، ولا الأخرون شياطين اشرار، او هل اذا اصاب طرفاً من العالم بمصيبة نعطل كل انشطتنا، ونمتنع عن الاكل والشرب تضامناً مع هؤلاء؟
نحن هنا في الكويت مررنا باقصى اختبار، ولم نجد احداً بكل مللهم ودياناتهم اوقف انشطته او ارتدى ثوب السواد، او حتى ذرف دمعة كاذبة من عينيه.
منذ حرب حزيران 1967 والى هذا اليوم، والحزن لم يفارقنا، فالحروب في مكان اخر، ونحن الذين نبكي عليهم دماً ودموعاً!
سمو رئيس مجلس الوزراء، انت رئيس وزراء دولة الكويت، بكل تنوع شعبها، وانت مسؤول عن هذا الشعب، وواحبك ان توفر لهم الاطمئنان، والسكينة، وراحة البال، وان تزع عنهم الخوف والقلق والكبت والكدر، ترى الفرح مو كفر!
سمو الرئيس، انت لست رئيس وزراء “الاخوان”، ولا رئيس وزراء السلف، ولا رئيس وزراء “الجمعية الثقافية”، ولا حزب “الدعوة”، ولا رئيس وزراء “لجنة هايف”.
انت مسؤول عن كل ساكني الكويت، وليس مطلوبا من كل اهل الكويت الحزن، والكبت، او الكآبة، فأنت بقراراتك العاطفية تدفع الناس للسفر الى بلاد لم تمتنع، ولا اغلقت او اوقفت الحفلات، او دور السينما او الملاهي، وشعبك ثلاثة ارباعه من جيل الشباب، وهؤلاء يحتاجون الى متنفس وفرح.
فانت بقرار وقف الانشطة الترويحية من حفلات وغيرها، رغم قلتها، ورغم التحفظات، ورغم مراقبة جماعة “النهي بالمعروف والامر بالمنكر”، تجبرهم على السفر للخارج، لدول لم تمتنع، ولا فرضت على شعبها البكاء والحزن والكآبة، فلا تفرضوا “كل يوم بكاء وكل ارض كربلاء”، فالكويت لا هي كربلاء، ولاغزة، او رام الله.
نحن هنا في الكويت نستشعر بمأساة الفلسطينيين، والغزاويين تحديداً، لكن عندما تحل الحماقة محل الحكمة، فلا نحاسب نحن على حماقة هؤلاء.
الفرح قضية روحية، ليس لاحد أن يغلق ابواب البلاد، ويفرض على الشعب كل الشعب الحزن، فمن يريد ان يحزن هذا حقه، يجلس في بيته ويبكي بكاءً، لكن لا تجبروننا على حزن لسنا شركاء بصنعه.

*السياسه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى