حمد سالم المري : تردُّد الحكومة نشر الفوضى
بسبب الإرهاب الفكري الذي تمارسه جماعة “الإخوان المفلسين”، وتصدرها مرة أخرى المشهد السياسي في البلاد، بامتطائها حرب غزة، ها نحن نشاهد انتشار بعض السلوكيات الفوضوية.
إن ما اقدمت عليه “جماعة حماس” بحماقتها بما اسمته “طوفان الأقصى”، وجماعة “الإخوان المفلسين” في الكويت، تسير التظاهرات، وتعقد المؤتمرات الخطابية المؤيدة لـ”حماس”، وهتفوا بقولهم “كلنا حمساوية”.
ولما شاهدوا تردد الحكومة، وغيابها عن الساحة، تحولت هتافاتهم إلى سب وشتم وتطاول على الجيوش العربية، وحكوماتها، وبعدها تحولت إرهابا فكريا يتهم كل من يعارضهم، أو يعارض مطالباتهم بمقاطعة بعض الشركات بأنه صهيوني، ومنافق.
واستخدمت هذه الجماعة لنشر ارهابها الفكري لوحات الشوارع التي تخضع لرقابة البلدية، من دون أن تتخذ البلدية أي إجراء لمنعها، علما أنها منعت قبل سنوات، إعلان بعض المرشحين لمجلس الأمة دون عليه كلمة “لا للإخوان”.
وبسبب تردد الحكومة، وتخليها عن دورها في تطبيق القانون، وحفظ استقرار المجتمع، تأثر بعض الشباب بهذه الحملة الإعلامية، وبخاصة أنها نشرت في لوحات مرخصة من البلدية، مما يوهم البعض أن الحكومة راضية على هذا الأمر، وبرعايتها، فتحولت الشعارات، والهتافات ممارسات مشينة، وتهجم البعض بالألفاظ على موظفي هذه الشركات المطالبة بمقاطعتها، أو التعدي على منتجاتها وممتلكاتها، ورميها على الأرض، وغيرها من ممارسات ستزداد سوءا إذا لم تتدخل الحكومة، وتعيد الأمور إلى نصابها.
جماعة “الإخوان المفلسين” في جميع دول العالم لا يهمها شعب غزة، بل تهمها الاستفادة من أحداث الحرب التي سببتها “حماس الإخوانية”، لأنها تعلم علم اليقين أن الكيان الصهيوني ستكون له ردة فعل عنيفة اتجاه شعب غزة.
لأن اليهود قتلة الأنبياء والرسل، لن يكون غريبا عليهم الإسراف في قتل وتدمير غزة وشعبها، لكنها أرادت من فعلها هذا تحقيق مصالحها السياسية، بعلم وتنسيق مع إيران، بينما تستفيد الجماعة في الدول العربية من هذه الحرب لتقوية وجودها في الشارع العربي، وتحصيل الأموال تحت مسمى التبرع لغزة.
“إخوان الكويت”، يسبون ويشتمون الحكومات العربية، ويطالبون الحكومة الكويتية بعدم استقبال السفيرة الأميركية الجديدة، ويصيحون ليل نهار في “ساحة القرادة”، وهم يعلمون جيدا أن الكويت ليست لها أي علاقات مع الكيان الصهيوني، وليس لها أي حدود معه، لكنهم يسكتون عن “حزب الله” اللبناني الذي صدع العالم كونه محور مقاومة، ولم يطلق رصاصة واحدة اتجاه إسرائيل.
بل على العكس صرح زعيمه بأنه “وصلتنا رسائل أن أميركا ستقصف إيران إذا واصلنا عملياتنا في الجنوب” و”أن المعركة هي معركة الصمود والصبر والتحمل وتراكم الإنجازات ومنع العدو من تحقيق أهدافه”، أي أن سلامة إيران مقدمة على سلامة أهل غزة، ولم نسمع لهذه الجماعة أي ردة فعل عن موقف خليفتهم في تركيا أردوغان، الذي رفض قطع علاقاته مع إسرائيل، بل إن الطيارين الذين يقصفون غزة تدربوا في قونيا التركية، ووقود طائراتهم من إقليم الاسكندرون الذي تسيطر عليه تركيا.
وطعام الجنود الإسرائيليين من ألانيا التركية، والتجارة مستمرة مع الكيان الصهيوني بكل أنواعها، ومنها الأسلحة التي يقتلون بها أهل غزة، كما صرح بذلك نائب برلماني تركي.
الفوضى التي تحدث عندنا في البلاد، والمتمثلة في استمرار التظاهرات في “ساحة القرادة”، وإرهاب الناس فكريا، والتراشق في قنوات التواصل الاجتماعي، لن تكون عاقبتها جيدة، سواء في الوقت القريب، أو البعيد.
فعلى الحكومة أن تؤدي دورها في مسك زمام الأمور، وعدم تركها في أيدي هذه الجماعات، وإلا لن ينفع الندم.