أحمد الدواس : لا لإعمار غزة… الكويت والمواطن أولى
حدثت سرقة بنك في العاصمة السويدية ستوكهولم سنة 1973، تم فيها احتجاز أربع رهائن بينهم امرأة، لستة أيام متواصلة، وبالطبع كان الخاطفون يتحدثون مع الرهائن، وشيئاً… فشيئاً أحبت المرأة أحد الخاطفين، أي المُعتدي عليها، ومن يومها بات يُطلق على هذا السلوك “مرض، أو متلازمة ستوكهولم”.
أمر غريب أن تتعاطف الضحية مع خاطفها أو الجاني، أي تحب من أساء إليها، أليس كذلك؟
هذا التعبير ينطبق على بلدنا، فالكويت ظلمتها دول عربية أثناء الاحتلال العراقي، لكنها استمرت في مساعدتها والدفاع عنها.
أثناء الاحتلال شعرنا أننا شعب مٌشرد، وذليل يلجأ لهذه الدولة أو تلك، لقد عشنا تلك الأيام وقلوبنا تتقطع ألماً على فقدان وطننا الكويت، فلم يقف معنا الفلسطينيون، الذين ساعدتهم الكويت طوال مئة عام، نعم 100 سنة بدءا من تهريب السلاح إليهم في الحرب العالمية الأولى، الى الوقت الحاضر.
بعد التحرير استمرت الكويت تدافع عن هؤلاء سياسياً، وتساعدهم مالياً، وتناضل من أجل أناس طعنوها من الخلف، من أجل فلسطين والأردن، وتونس، واليمن، بل أطلقنا اسم الأردن على شارع قرب منطقة الرابية، وأطلقنا اسم القيروان على منطقة سكنية، ومجمع تجاري بالإضافة الى شارع تونس المعروف.
استمرت الكويت تدعم تونس مالياً، فيما لا تقيم دول المغرب العربي للكويت وزناً، والدليل عدم تسمية سكة أو “عاير” (زاوية شارع) فيها باسم الكويت!
هناك أيضاً اليمن، ساعدناها وأنشأنا فيها مستشفيات وجامعة صنعاء، ودفعنا للمعلمين فيها من أموال الكويت، فوقفت ضدنا أثناء الاحتلال، لبنان لم نبخل عليه، وفي النهاية يهدد “حزب الله” المجرم الكويت.
ولأن مرض ستوكهولم لا ينفك عن حكومتنا، دافع رئيس مجلس الأمة السابق عن الخونة والجاحدين لفضل الكويت في مؤتمر البرلمان الدولي الذي انعقد في روسيا.
ودفعت الكويت في أكتوبر 2019 مبلغ 15 مليون دولار للبنية التحتية في غزة، وهكذا ندافع عنها، وندفع المال لأناس ناكري جميل، أساؤوا لنا…آه يا القهر!
وكمثال أنفقت الكويت حتى سنة 2016، وخلال خمس سنوات فقط ما يزيد على 42 مليار دولار كدعم لاقتصاد دول عربية، واللجان الخيرية الكويتية تخرج أموالها لمساعدتهم، بينما المواطن يعاني مشقة المعيشة، وشباب الكويت يصطف بطابور طويل ينتظر الوظيفة، وطرق الكويت تالفة تحتاج للإصلاحات.
الأقربون أولى بالمعروف، وأموال الكويت أحق بأهلها الذي يعاني العسر، وتكاليف المعيشة.
هناك خطر لم ينتبه إليه بلدنا، فالعالم سيستخدم السيارات الكهربائية بشكل كبير، ما يعني أن طلب دول العالم على النفط سينخفض تدريجياً، وسندخل في دائرة الفقر، ونتحسر على تبديد أموال الدولة على جهات خارجية عربية ناكرة للجميل.
حكومتنا لم تلتفت الى هذا الخطر، فأخذت تبدد المال العام، وتهرع لإنقاذ هذا البلد العربي، أو ذاك، هم يخطئون ونحن ندفع.
هيا يا حكومة اهرعي لنجدة الفلسطينيين، إهدري أموال البلاد عليهم، ولن تنفق الكويت ثلاثة ملايين دولار عليهم، ولا حتى 20 مليون، بل ستقتطع من أموال الشعب مبلغا قد يصل الى 500 مليون دولار، ثم تتباكى الحكومة على عجز الميزانية!
قلنا في مقالة سابقة: إن الكويت لا تعرف صديقها من عدوها، ونواب شباب لم يعيشوا فترة الاحتلال، لبسوا الكوفية الفلسطينية، كوفيه المقبورعرفات، التي لم تناضل زوجته مع الفلسطينيين، بل فرت من بلدها وأقامت في فرنسا، كما فر قادة “حماس”، وعاشوا برغد المجتمع الخليجي.
لما كنا في فاقة وعوز قبل اكتشاف النفط، وكنا صغارا ندفع ضريبة للفلسطينيين ونحن ندخل السينما، لم يرسل أهالي الضفة تفاحة واحدة لنا الى الكويت، ولما اجتاحنا صدام هرعوا لنصرته، وتمنوا زوال الكويت.