متابعات

حسبنا الله على قطر وتركيا: الجزيرة تكتم الصوت الآخر في غزة

 تداول الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا لمراسل قناة الجزيرة مباشر في غزة أثناء منعه أحد المواطنين الفلسطينيين من الحديث عن الهواء مباشرة خلال تغطية خاصة للحرب المستمرة في القطاع، وذلك بعد انتقاده قطر وتركيا، وقد شعر المراسل بالارتباك.

وفي بث مباشر لقناة الجزيرة السبت، ظهرت فيه سيارات إسعاف وتجمع من الناس، دعا مراسل القناة القطرية أحد المواطنين الفلسطينيين إلى الحديث عما يحصل في القطاع من “مجازر”، حيث قال المواطن الفلسطيني “كلهم أطفال وأولاد صغار.. حسبنا الله ونعم الوكيل على قطر وعلى تركيا”، ليقوم المراسل بعد ذلك مباشرة بمقاطعة المواطن الفلسطيني، الذي حاول مرة أخرى العودة للحديث إلا أن المراسل منعه من ذلك قائلاً “إحنا (نحن) هنا قضيتنا قضية إنسانية بصراحة.. ونتابع المشاهد”.

واعتبر الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن الحادثة تثبت ازدواجية المعايير في القناة القطرية التي ترفض الرأي الآخر أو الاعتراف بوجوده أصلا، كما أن تغطيتها لأحداث غزة منحازة بشكل مطلق إلى حماس على حساب الشعب الفلسطيني في غزة الذي تم الزج به في الحرب ويدفع ثمن قرارات لا رأي له فيها.

وقال ناشط:

وجاء في تعليق:

ورأى ناشطون أن إسرائيل وحماس وجهان لعملة واحدة بالنسبة إلى أهل غزة، وقال أحدهم:

وتطرق محللون وإعلاميون إلى دور قناة الجزيرة والمعايير المتناقضة التي تعتمدها في تغطيتها ولقاءاتها الصحفية. وقال الكاتب والحقوقي الجزائري أنور مالك في تدوينة على حسابه في موقع إكس “إن الجزيرة كأنها صارت قناة ناطقة باسم (يحيى) السنوار ومن معه، بل إنها فضحت السياسة الجديدة وربما من حيث لا تدري؛ فلقد صرنا لا نرى في العدوان على #غزة ضيوفا لهم وجهات نظر أخرى سوى من يطبلون ويزمرون لحماس، وحتى بعض المحللين الإستراتيجيين كما يسمونهم لا يقدمون تحليلات عسكرية بل تحليلات شعرية للقساميين من الغزل الذي يتجاوز العفيف أحيانا وأيضا تصورات هجائية للعدو وغير ذلك الذي ليس من أصول تحليل الشؤون العسكرية في شيء”.

وأضاف أن “هناك من يعمل مثل من سبقوهم على تحويل ما يجري من مستوى الخلاف في وجهات النظر حول غزة إلى مستوى آخر وهو الصراع مع الجزيرة. وهو -على ما يبدو- ما يريده هؤلاء الذين بمجرد عملهم في هذه القناة يخول لهم تقديم محاضرات في القيم والأخلاق الإعلامية وإشعال صراعات ونزاعات باسم هذه المؤسسة القطرية التي يجب أن تتعفف من هذه المستنقعات الصبيانية في مواقع التواصل”.

وأثارت تغطية القناة الكثير من الجدل حول تغطيتها وازدواجية خطابها في نسختيها العربية والإنجليزية، ففي أكتوبر الماضي طلب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني تخفيف حدة خطاب شبكة الجزيرة حول الحرب في غزة، فيما يبدو أنه يقصد القناة الناطقة بالعربية.

وأكد موقع “أكسيوس” الأميركي أن تعليقات بلينكن تشير إلى أن الإدارة الأميركية، التي أكدت دعمها للصحافة المستقلة على مستوى العالم، تتخوف من إمكانية أن يؤدي تأطير الجزيرة للصراع إلى تصعيد التوترات في المنطقة.

وتكمن المفارقة في أن الإدارة الأميركية، بمختلف الرؤساء الذين تعاقبوا عليها، لطالما كانت تطمح إلى أن تصبح الجزيرة منبرا محايدا بالمعنى الأميركي، بحيث يقتصر عملها على نقل الرؤية الأميركية للأحداث، بينما تسعى إدارة القناة للوصول إلى هذه الغاية كي تصبح جزءاً من ماكينة الأمركة بتحولها إلى أداة تعمل على تحويل المشاهد العربي إلى مستهلك ومتلق لا يفكر.

وقد وصف مجلس العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي قناة الجزيرة بأنها إحدى أدوات القوة الناعمة للحكومة القطرية التي تسمح لها بالتأثير السياسي في الشرق الأوسط وفي العالم. وأوضح الموقع أن بلينكن أخبر زعماء اليهود الأميركيين بأنه عندما كان في الدوحة يوم 13 أكتوبر الماضي طلب من الحكومة القطرية تغيير موقفها العلني تجاه حماس، حسب ما قاله ثلاثة أشخاص حضروا الاجتماع.

ووفقا للحاضرين الثلاثة قال بلينكن إنه طلب التخفيف من حدة خطاب قناة الجزيرة في تغطيتها للحرب على غزة. وذكر مصدر أن بلينكن طلب من القطريين “خفض حجم تغطية الجزيرة لأنها مليئة بالتحريض ضد إسرائيل”. وأضاف “يبدو أن بلينكن كان يتحدث عن شبكة الجزيرة بنسختها العربية وليست الإنجليزية”.

وتعتبر ازدواجية الخطاب من أبرز سمات قناة الجزيرة في نسختيها العربية والإنجليزية، وهو ما يظهر من خلال الاختلاف الجوهري بين خطاب القناة باللغة العربية وتوجهها باللغة الإنجليزية وما ينشر في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لكل منهما، حيث يعتمد الخطاب الموجه إلى العرب على التعاطف مع التطرف وقوى الإسلام السياسي وميليشياتها المسلحة وانتقاد كل ما يتناقض مع مشروع الإخوان من ثقافة الحداثة والانفتاح والتقدمية والليبرالية والوحدة الوطنية، وما تعود مذيعوها على تسميته بـ”القومجية”، في إشارة إلى أي مشروع قومي حضاري، عكس الخطاب الموجه إلى الغرب باللغة الإنجليزية الذي يدافع عن الديمقراطية والحريات والانفتاح والتسامح وينتقد التطرف والإرهاب.

*العرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى