قال السفير البريطاني الأسبق لدى اليمن إدموند براون: إن قادة مليشيا الحوثي أبلغوه نيتهم اغتيال الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح قبل وقت طويل من أحداث ديسمبر 2017، واصفا إياهم بالطغاة واللصوص وبأنهم “جماعة خبيثة وشوفينية وعنيفة” ولا يكترثون بالقتلى من الشعب اليمني مهما بلغ عددهم ما دام يخدم تحقيق أهدافهم الخاصة.
وأضاف براون خلال حلقة نقاشية مرئية أقامتها منظمة CEP الدولية المتخصصة في مواجهة الأفكار المتطرفة، إن قادة المليشيا الحوثية كانوا يؤجلون اغتيال الرئيس صالح للاستفادة من التحالف معه في التخفي أثناء إحكام قبضتهم على مفاصل مؤسسات الدولة والسيطرة على المزيد من المناطق. مبديا تأييده بشدة لزيادة فرض العقوبات ضد منتهكي المساعدات الإنسانية وعلى رأسهم الحوثيون، وانتقاده لعدم تطبيق العقوبات بالشكل الكافي في حالة اليمن.وخلال حديثه في الحلقة النقاشية ركز إدموند براون، الذي خدم بلاده سفيراً لدى اليمن خلال الفترة من 2015 – 2017، على ما وصفهما بـ”لحظتين من الوضوح الشديد مع كبار القادة الحوثيين”. وقال إن اللحظة الأولى هي “عندما أخبروني قبل وقت طويل من قيامهم بذلك فعلياً، أنهم كانوا فقط في تحالف مبني على المصلحة مع الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، ولكن بمجرد أن يتوقف عن أن يكون مفيداً لهم سيقتلونه”. أما اللحظة الثانية فكانت عندما أخبروه أنهم سينتصرون حتماً في اليمن وأنه لا يهمهم عدد الأشخاص الذين يموتون، بل إنهم يرون أنه كلما مات عدد أكبر من اليمنيين في الحرب فسوف يأتي المجتمع الدولي إليهم ليتوسل إحلال السلام.وعلق مراقبون على تصريحات الدبلوماسي البريطاني بالقول إنه معروف بتصريحاته القوية والصريحة تجاه المليشيا الحوثية حتى منذ ما قبل هجماتها الأخيرة على السفن التجارية، بخلاف الكثير من الدبلوماسيين الغربيين الذين يؤثرون الصمت، بل وأحياناً كانوا يخدمون المليشيا الحوثية ويبررون لأفعالها أمام المجتمع الدولي.ويقول الكاتب الصحفي صادق الوصابي، إن تصريحات إدموند براون الأخيرة دليل على تململ المجتمع الدولي تجاه جماعة الحوثي وفقدانهم الورقة التي كانوا يستخدمونها لاستعطاف المجتمع الدولي وإنقاذهم من الكثير من المآزق، مشيرا إلى أن الكثير من النشطاء والمحللين اليمنيين سبق أن انتقدوا التهاون الدولي تجاه جماعة الحوثي خلال السنوات الماضية، معتبرين أن اتفاق ستوكهولم بالسويد وفشل محادثات الكويت أكبر دليل على ذلك.ويبدي الوصابي أسفه كون المجتمع الدولي أيقن متأخرا بخطورة هذه الجماعة الإرهابية بعد أن كان يظن أنه بالإمكان ترويضها ودفعها لعملية سلام، غير مكترثين بتحذيرات الكثير من الناشطين والحقوقيين اليمنيين الذين حذروا مبكراً من طبيعة هذه الجماعة العنصرية والإرهابية التي لا تؤمن بالسلام مطلقاً. لافتا إلى ما وصفه بالتغيير في الموقف البريطاني والغربي بشكل عام تجاه مليشيا الحوثي على كافة المستويات، وذلك بعد سنوات من إساءة تقدير دول الغرب لخطورة الجماعة، بل واستخدامها كورقة ضغط وابتزاز في المنطقة لتمرير سياسات معينة على دول الإقليم قبل أن تتفاجأ هذه الدول بأن هذه الجماعة تشكل تهديدا فعليا لمصالح الدول الكبرى وللأمن الإقليمي والدولي.