محمد يوسف : خطاب التحريض والكراهية
خطاب مكروه وأفعال شائنة، بدأت تنتشر في الغرب، وولدت أفراداً وفئات وجماعات متطرفة، تخلى أصحابها عن الجدل والنقاش ومواجهة الحجة بالحجة، وذهبوا بعيداً، إلى إرث قديم كانوا يدعون بأنهم دفنوه مع أصحابه وزمانهم، وغطوا أنفسهم بأردية زاهية الألوان، هنا حرية متعددة تشمل التصرف والتعبير وعدم الخوف من المساءلة، وهناك حقوق لها أول وليس لها آخر، وقوانين صارمة، وديمقراطية تجمع وتوحد، وشرعوا أبوابهم للاختلاط بالأجناس الأخرى، ولكنهم نسوا أن يفتحوا قلوبهم بعد تطهيرها!
العنصرية الحزبية المبنية على الكراهية وصلت إلى الكبار، أولئك الذين سيشرعون في مجالسهم المنتخبة، وسيرتدون زي رجال الشرطة وكل جهات إنفاذ القانون، ومن سيحكمون، ويشكلون أكبر خطر على بلدانهم، فالتفرقة عندما تصبح «برنامجاً حزبياً» في الانتخابات، وتحرض شباباً في مقتبل العمر مثل «كروكس»، تأخذ اليمين واليسار وكل محبط أو متأثر بفكر متطرف إلى طريق لا رجعة فيه، وهو طريق التمييز والتصفيات الجسدية كما حدث في واقعة ترامب!
الرئيس الديمقراطي جو بايدن، المنتمي إلى الحزب الذي يمكن أن يحسب على اليسار والليبرالية، عندما حشر في زاوية ضيقة بعد مناظرته الفاشلة مع ترامب، وبعد ازدياد عدد المطالبين بتنحيه عن الترشح للانتخابات الرئاسية، أقول لكم، الرئيس استخدم خطاباً عنيفاً، يتضمن تعبيرات خارجة عن المألوف والمتوقع، وذلك في مقابلة أذيعت قبل يومين من محاولة اغتيال ترامب، فقد ختم اللقاء قائلاً بما معناه «ترامب لن يعود إلى البيت الأبيض إلا على جثتي»، ومثل هذا الكلام يفسر نفسه بنفسه، ولا يحتاج إلى خبراء يقولون إنه «تعبير مجازي» لأنه ليس كذلك!
والرئيس السابق، المعتدى عليه، عندما نهض من كبوته، ردد كلمة واحدة، رافقتها إشارات بقبضته ليؤكدها، وهي كلمة ربما تصلح أن يقولها قائد جيش في معركة محتدمة، وليس مرشح لرئاسة دولة ديمقراطية، «قاتلوا، قاتلوا، قاتلوا»، تلك هي وصيته لمؤيديه، وقد يظهر قريباً «كروكس» آخر من صفوف الحزب الجمهوري ليلبي النداء!
*البيان