محمد يوسف : يشتري ويبيع في واشنطن
ذهب نتانياهو إلى واشنطن ليجني الثمار، فالصراع على الرئاسة والزعامة محتدم، والكل يطلب رضا «اللوبي اليهودي» وأصوات التابعين له.
نتانياهو سيشتري ويبيع في اجتماعاته مع الديمقراطيين والجمهوريين، كلهم سواء عنده، لا تهمه الوجوه والأسماء، إذا رحل بايدن عن المشهد هناك مئة شبيه له، وإذا وصل ترامب إلى الرئاسة فهو نعم الصديق!
هو يطلب تعهدات ملزمة من الطرفين، ومن يفوز يلتزم بما قال ووعد، وهم «يتسولون» التأييد في الانتخابات، ولن يترددوا في دفع ما يطلبه نتانياهو، وما فعله بايدن منذ أكتوبر الماضي وحتى اليوم دليل حي على ذلك، فهو الذي وجه سفنه الحربية منذ اليوم التالي للسابع من أكتوبر، وخلفها كان بلينكن ومفتاح الخزائن، ثم أوستن وصفقات الأسلحة والذخائر، وبايدن من بعيد يكذب ما تنقله وسائل الإعلام الأمريكي، من مذابح جماعية، وتدمير شامل، وردة فعل تتجاوز القواعد الأخلاقية، وتدوس القوانين الدولية، حتى ضرب المستشفيات والمدارس وجد له بايدن الذرائع، وعندما أفاق بعد ثمانية أشهر من حرب الإبادة كان هو يحتضر سياسياً!
أما ترامب فهو غير قابل للنقاش في أفعال إسرائيل، فهي «دولة ديمقراطية» كما قال رئيس مجلس النواب التابع لحزبه الجمهوري يوم أمس الأول، وبناء على هذه القاعدة، كان ترامب أكثر وضوحاً، عندما ترك كل أعداء بلاده، ولم يجد غير الطرف الأضعف ليهدده، ترك روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية، وهدد غزة، عندما قال في أول كلمة جماهيرية له بعد الطلقة الطائشة في بنسلفانيا «من الأفضل إطلاق سراح الرهائن إذا أصبحت رئيساً، وإلا سيكون الثمن غالياً»، ونسي أو تجاهل أن من يهددهم ليس لديهم ثمن يدفعونه، فقد دُفعت كل الأثمان خلال الأشهر العشرة الماضية، أولها مليونا مشرد، وثانيها دمار شامل لغزة، وثالثها حرب تجويع، وخلاف كل ذلك 40 ألف قتيل ومئة ألف مصاب!
سيعود نتانياهو مثقلاً بالثمار فمثله يعرف كيف يتحين الفرص في زمن الصراعات والأزمات.