عمر الأنصاري: بشهادة إيلون ماسك: سلمان يترجم للغرب “لغة سلمان”

استطاع الإعلامي السعودي اللامع @Salansar1 في سنوات قليلة توجيه “صدمة” لكبريات وسائل الإعلام الغربية ومشاهديها، بمداخلاته كضيف سعودي، لكن ليس كمدافع عن بلده، قدر ما عمل على كشف الغطاء عن “النفاق” الذي كرسه هذا الإعلام و “مصادره المفضلة والمضللة!” ضد المملكة العربية السعودية التي أخذ الغرب يتتبع كل شاردة وواردة فيها منذ تأسيسها بعزف نشاز يصم الأذان، لا يمل الإعلام الغربي منه رغم العقود الطويلة من التحولات التي مرت بها المملكة منذ نشأتها وحتى ما أصبحت عليه اليوم من تحولات “صادمة” أيضا للغرب لعدم توقعه لها في هذا الزمن القصير. انشغل هذا الاعلام بداية بصور عباءة المرأة كزنزانة حبست فيها إرادتها، ثم بعدم قيادتها للسيارة، ثم بتصوير السعودي متطرفا بعد أحداث 11 سبتمبر، وغيرها من القضايا الداخلية والاجتماعية وصولا إلى السياسية الداخلية والخارجية التي يخوض فيها دون أدنى محاولة أو عناء في محاولة فهم شيء غير ما يتم تلقينه لغرف الأخبار ومانشيتات الصحف من عناوين تبحث عن الإثارة أكثر من بحثها عن قصة صحفية بناءة. فلم نشاهد في هذا الإعلام الذي يتباكى على المرأة أية جزئية من جزئيات التحول السعودي الذي جعل المرأة تحتل نسبة 52% من سوق العمل في القطاع الخاص وحده، ولا عدد الدول الـ 56 التي يبتعث إليها الشاب والشابة السعوديين للدراسة فيها، وغيرها من البيانات والأرقام التي يتعامى هذا الاعلام عنها، وآخرها برامج الفنون والرياضة التي يهاجمها هذا الإعلام الذي اعتبرها غسيل أموال رياضة، بعد أن كان يهاجم المملكة كدولة مغلقة أمام الحياة والفنون! كان الصمت من الدهشة يخرس ألسنة كثيرة ، ويلجم الأقلام عن الكتابة والرد على كثير من هذه القضايا التي كانت قنوات دولية مثل سي إن إن وبي بي سي تصدرها لمشاهديها كمادة للمتعة والفرجة أمام مملكة عالية الأسوار لا يمكن رؤية ما يحدث داخلها، واستمر هذا التجني حينا، حتى انتشرت وسائل التواصل الاجتماعي، بالخصوص منصة تويتر، التي أضحت إكس تاليا، والتي استحوذ عليها أغنى رجل في العالم وأكثرهم إثارة للجدل، إيلون ماسك، الذي أعلن في وقت مبكر رغبته في تغيير تويتر وعدم استغلالها وفتحها أمام الرأي والرأي الآخر. ويبدو أن ماسك لم يطل به المكوث في إدارة منصته حتى بدأ يرى ما كان ينشده، وهو عدم تغييب الحقائق، وقراءة الآراء وكشف الحقائق التي تحاول بعض وسائل الإعلام تغييرها، وهو ما دفع به إلى متابعة حثيثة لمنصته، ليقرأ من خلالها العالم، وليرى العالم الحقيقة من خلالها من دون فلاتر وتضليلات وسائل الإعلام العالمية ووصايتها على مستهلكي الأخبار. السعودي سلمان الأنصاري، الذي تربى وتتلمذ علي يدي والده معلم الأجيال، الإعلامي القدير عبدالرحمن الأنصاري، كان نموذجا فريدا من بين المدونين السعوديين والخليجيين عامة،

وكان منهج سلمان المسلح بمعرفة إعلامية لا تضاهى بين أبناء جيله، والمتحدث بأهم اللغات العالمية، كان يدرك “اللعبة” التي يمارسها هذا الإعلام ضد بلاده، والتي كانت أشبه بضربات تنس قوية طالما سددت للملكة دون رد من ذراع قوية على ذلك الإرسال القاتل، الحقيقة التي وعاها سلمان الذي عاش ودرس وعمل بين أهم عواصم صنع القرار الغربي، فعرف لغتها ومقاس وتضاريس ملاعبها وأنوع الكور التي يتراشقونها، فبادلهم اللعب وقاسمهم الملعب وينهي كل إرسال معهم بابتسامة ومصافحة مع أولئك الخصوم بعد قرع جرس انتصاره عليهم. كان إيلون ماسك ممن شاهد ورأى ردود سلمان الموثقة دوما بالأرقام والمعلومات، آخرها الثريد الذي كتبه الإعلامي السعودي النشط عن حادثة ألمانيا ومنفذها الذي سبق أن أرسلت المملكة 3 تحذيرات بشأنه إلى السلطات الألمانية التي تجاهلت التحذيرات، والذي استشهد به إيلون ماسك على “حجم فشل الحكومة الألمانية” التي لم ترع انتباهها للتحذيرات السعودية الخطيرة، بل وحاولت تغيير السردية والحقائق عبر إعلامها الذي انساق الإعلام العالمي خلفه، لولا ثريد سلمان الذي صوب الحقائق وانتبه له إيلون ماسك وعلق عليه لتتخطي تدوينة الأنصاري أكثر من 25 مليون مشاهدة. سلمان يخاطب الغرب، كضيف دائم في نشرات الأخبار الرئيسية، وعلى منصته في إكس التي يكتب فيها عن أهم القضايا والتحولات في الشأن السياسي السعودي، ويتابعه فيها نخبة من الإعلاميين في شتى أنحاء العالم، ويكتب فيها بأكثر لغات العالم انتشارا وأهمية (الإنجليزية والفرنسية والإسبانية) اللغات التي يكتب بها ويتحدثها بطلاقة، ويعرفه ويتابعه اليوم أهم المحللين وصانعي الرأي، ربما ليس إعجابا به وبردوده الساخرة منهم أحيانا قدر دهشتهم من الحقائق التي يسردها أمامهم والتي عادة ما تخرسهم حتى يتوارون في ثيابهم. بلا أدنى شك، لم يكن هذا النهج وليد صدفة، لكنه نقطة من بحر فيما يجري في السعودية من تحولات في مشهدها الإعلامي والثقافي والاجتماعي الذي تقوده نخبة رائعة من الشبان السعوديين في سن سلمان في كل قطاعات الدولة الحيوية، بفضل فتح الآفاق أمامهم لتحقيق رؤية وبرنامج القيادة السعودية المبني على تحول غير محدود بنته رؤية محمد بن سلمان التي آمنت بالسعوديين وآمنوا بها.. وهي الرؤية التي أخذ سلمان يترجمها للإعلام الغربي.
*من النت (صحفي أم روائي)