حمود أبو طالب : دولة التنمية ودول «البيان رقم 1»

هناك معلومة مهمة يجب أن تكون واضحة لمن لا يعرف طبيعة العلاقة بين شعب المملكة وحكامها، ولا يعرف التركيبة السياسية والاجتماعية على امتداد تأريخ الدولة السعودية منذ نشأتها إلى حاضرها. العقد الاجتماعي بين مؤسسة الحكم السعودية والشعب أعمق وأقوى وأوثق من أي عقد اجتماعي عرفته الدول منذ نشوء هذا المصطلح، هناك اندماج كامل بين الطرفين لدينا يفوق أي تصور، وبيعة اختيارية توارثتها الأجيال، لأنها تأكدت أن عزها ومنعتها وأمنها وسلامها واستقرارها وتطورها وازدهارها هو الشغل الشاغل لمؤسسة الحكم السعودية.
هناك مقولة تأريخية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان يرددها الشعب السعودي دائماً، وخصوصاً في مناسباته الوطنية، عندما صحح للمترجم خلال اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال سموه ما معناه، إن المملكة لم تستقل وإنما أعيد توحيدها. هذه الحقيقة مهمة جداً ولها دلالات عميقة وتأثير كبير في التأريخ الاجتماعي السعودي، إذ إنه لم يتخلخل أو تعتره مؤثرات أجنبية تربك نسيجه، وأيضاً تشير هذه الحقيقة إلى أن هذا الوطن لم يُنصّب عليه حاكم بوصاية أجنبية. وبالإضافة إلى ذلك، حمى الله هذا الوطن من المكائد والمؤامرات التي كانت تريد له أن ينضم إلى الأوطان التي شهدت «البيان رقم واحد»، والتي قفز إلى كراسي الحكم فيها الطارئون القادمون على ظهور الدبابات ثم حولوها إلى أوطان تئن من كل أصناف المتاعب، ومارسوا البطش والتنكيل بشعوبها.
*عكاظ