محمد يوسف : يضحكون على أنفسهم

أراد أن يضحك على من يتبعونه فأضحك العالم عليه، حتى من غرر بهم كانوا ضمن الذين ضحكوا وهم يسمعون خطابات الأمين العام للحزب، الذي ما زال يتحدث عن الأوهام.
حزب نصر الله، الذي رحل قبل أن يطلق صواريخه المرعبة، التي تحدث عنها 18 عاماً، بعد أن خانه أقرب الأقرباء، وأرسلوا خريطة سيره، ومن بعده – ذلك الذي لم يكمل شهراً في منصب حلم به منذ زمن بعيد، وبنفس الأسلوب، الإحداثيات ترسل من الذين يحيطون به، أما الأمين العام الثالث فقد اختار أن يكون في مكان بعيد عن ضاحية بيروت الجنوبية، بل عن بيروت ولبنان، حيث كان يختبئ منذ اندلاع حرب الألعاب النارية بين حزبه والإسرائيليين، واكتفى بإرسال تسجيل مرئي ومسموع، ليعلن ما يريد أن يقنع الجهلة به!
قبل أيام سمعنا نعيم قاسم وهو يرفض تسليم سلاح حزبه إلى الدولة اللبنانية، فأعاد وكرر تلك الكلمات التي أتعبونا بها، سلاح المقاومة، ومحور الممانعة، حتى كدنا أن نصدق في وقت من الأوقات ما يقولون، وظننا أنهم ربما يكونون صادقين، عندما قالوا إنهم يملكون صواريخ ستدك المدن وتنصر المظلوم، فإذا بهم يعيدون سيناريو الأبواق الكاذبة، التي نتذكرها جيداً، فقد سمعناها قبل عشر سنوات، وعشرين سنة، وثلاثين وأربعين، وكانت النتيجة بعد كل ضجة يحدثونها تدمير قرى ومدن الجنوب، ومعها أطراف بيروت التي احتلت ذات مرة، ويأتي هذا الأمين العام الجديد للحزب ليقول لنا إن إصرار إسرائيل على نزع سلاح حزب الله الهدف منه «إبطال قوة لبنان»!
ولبنان لا حول له ولا قوة، لا تضمد جراحه حتى تنزف من جديد، نتيجة من جعلوا أنفسهم أوصياء على الدولة، حتى أوصلوا الدولة إلى حافة الانهيار، هم يحكمون ويتحكمون في كل شيء، ولا يقبلون بالاستقرار وإعادة بناء الوطن الآمن، ويدّعون بعد كل الذي فعلوه بأنهم «قوة لبنان»، وهم من لم يستطيعوا حماية قادتهم، وهم من سعوا إلى دمار وطنهم.