رأي في الحدث

محمد يوسف : إلى فاقدي البصر والبصيرة

اشترينا ما نحن بحاجة إليه، ووقعنا عقود مشاريع ستصب منافعها في سلال اقتصاداتنا، ووثقنا علاقات مع شريك بيننا وبينه معاهدات صداقة استراتيجية، واستمعنا إلى وجهات نظر الدولة الأمريكية، وهي الأكبر والأقوى والأغنى في العالم، وأسمعنا رئيسها ووفده المرافق وجهات نظرنا، وأوضحنا مواقفنا للضيف بهدوء ودون ضجة، ولم نتاجر بالمواقف، لأننا أصحاب المواقف ولا ندعيها!نعم، اشترينا السلاح، فنحن بحاجة إلى قوة رادعة تحمي منجزاتنا، وتحرس حدودنا، وتجعل من يفكر في العبث معنا أو من حولنا يعيد ترتيب أوراقه، فالقوة مكملة للتنمية والنهضة الشاملة، تنمو مع نمو التجارة والصناعة والتنوع الاقتصادي الذي يضعنا في المراتب الأولى عالمياً.نعم، وقعنا صفقات بمئات الطائرات لشركات طيراننا، وهي التي تحتل المقدمة من بين شركات الطيران العالمية، دفعنا عشرات المليارات، وسنجني مئات منها مع كل تطور جديد لحجم الشركات القائمة، وكذلك مع المشاريع الإضافية المتوقعة مستقبلاً، فالعالم يتقدم إلى الأمام ولا يتراجع إلى الخلف، ونحن نعرف الطريق الذي يأخذنا نحو المستقبل، ولم نجرب منذ انطلاقتنا طريق التردي، ولا نلتفت إليه، لأنه عنوان للتخلف.نعم، فتحنا الأبواب للمشاريع التقنية الأكثر تطوراً، لأننا أسسنا قواعد صلبة وراسخة، منذ أن سمعنا الآباء وهم يوصوننا على الاستثمار في المواطن أولاً، فهو من سيقود الارتقاء نحو الغد المشرق، وها نحن نلج هذا العالم الذي كان محتكراً في أيدي غيرنا، ونجحنا ولن نتخلى عن نجاحنا.نعم، استثمرنا في أمريكا، وسنستثمر في كل ما سيحقق مصالحنا، ودون تردد، فنحن من نملك أكبر وأقوى وأغنى الصناديق السيادية في العالم، صناديق ثروات الأجيال القادمة التي لم تهدر ولم تسرق ولم يسمح لأحد أن يتلاعب بها، ومن لايزال يعيش حالة من عدم اليقين أمامه القوائم الدولية الموثقة، وليذهب إليها و«يكحل» عينيه بأرقام قد تزيل الغشاوة التي أفقدته بصره وبصيرته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى