الجيش اللبناني “المستنزف” ضاق ذرعا من سياسات العهد
قائد الجيش العماد جوزيف عون للرئيس عون: لسنا شرطة مرور.
تصريحات قائد الجيش اللبناني كانت بمثابة صرخة في وجه العهد وأقطابه، الذين يصرون على تجاهل غليان الشارع، وعدم الإقرار بالمسؤولية عما آل إليه وضع البلد، وبدل أن ينصت هؤلاء لكلام العماد انبروا يهاجمونه ملمحين إلى وجود طموحات رئاسية خلف مواقفه التي تلقفها الشارع بإيجابية. وكان العماد جوزيف عون وجّه إثر اجتماع مع أركان القيادة وقادة الوحدات الكبرى والأفواج المستقلة في حضور أعضاء المجلس العسكري، جملة من الرسائل للسياسيين قائلا “إلى أين نحن ذاهبون، ماذا تنوون أن تفعلوا، لقد حذرنا أكثر من مرة من خطورة الوضع وإمكان انفجاره”.
وقال إن “العسكريين يعانون ويجوعون مثل الشعب”، وتساءل “أتريدون جيشا أم لا؟ أتريدون مؤسسة قوية صامدة أم لا”؟
وانتقد جوزيف عون التعيينات والخفض المستمر لموازنة الجيش ومحاولات ضرب صورته قائلا “الجيش لن يكون مكسر عصا لأحد ولن يؤثر هذا الأمر على معنوياتنا ومهماتنا”.
وتدنت قيمة الراتب الأساسي الشهري للجندي أو رجل الشرطة في لبنان، من حوالي 800 دولار، إلى أقل من 120 دولارا في الوقت الراهن. ودفعت تخفيضات موازنة الجيش إلى استبعاد اللحوم من قائمة وجباته في العام الماضي. وأصبح الجيش اللبناني يتلقى اليوم مساعدات أجنبية، ليس لتعزيز ترسانته العسكرية، بل من المواد الغذائية.
وتوضح الأوساط أن تصريحات قائد الجيش هي صرخة في وجه الطبقة السياسية الحاكمة، وهي تعكس حجم التململ داخل المؤسسة العسكرية حيال الوضع السائد.