فوزية رشيد : أين المجتمع الدولي من تصاعد الإرهاب الحوثي؟!
لو كان المجتمع الدولي بقيادة مجلس الأمن ودول الفيتو، وخاصة أمريكا وبريطانيا، جادًا في التعامل مع الإرهاب الحوثي، لما اكتفى بالإدانة اللفظية، ولقاء المبعوثين الأممي والأمريكي مع الحوثي، ولا أحد يعلم ما يدور في تلك اللقاءات! إلا أن النتيجة بعد كل لقاء معهم هي تصاعد إرهابهم واستهداف المدنيين والمنشآت النفطية، حتى أصبح هذا الاستهداف الإرهابي روتينا اعتياديا لدى مليشيا الحوثي، وهو يرى المجتمع الدولي لا يمارس ردّ الفعل المطلوب تجاه إرهابه، خاصة بعد أن رفعت إدارة (بايدن – أوباما) المليشيا من قائمة الإرهاب! وقد تحولّت الاعتداءات الإرهابية إلى مرآة كاشفة تفضح هذا المجتمع الدولي، الذي يرى الخرق الحوثي الفاضح للقانون الدولي وللقرار الأممي 2216، وكل جرائم الحرب التي يرتكبها الحوثيون ضدّ الإنسانية والشعب اليمني، فيما الأمم المتحدة لا تصنع شيئًا إلا التواطؤ وفيما النفاق والتمويه هما سمة التصريحات الصادرة، خاصة من أمريكا وبريطانيا ومبعوثيهما والمبعوث الأممي، وحتى هذا التوافق الدولي والإقليمي والعربي على المبادرة السعودية الأخيرة للأزمة اليمنية التي قابلها الحوثيون بلغة تصعيد الإرهاب، لم تحرّك المجتمع الدولي للوقوف بجدية ضدهم، وهم يعلنون بتصعيد الإرهاب ردهم على تلك المبادرة!
} من الواضح أن «بايدن» المحاط بساسة أوباما – كلينتون لا ينظر إلى المصلحة الأمريكية البحتة وإنما إلى مصالح الكارتل الصناعي العسكري المهيمن على القرار الأمريكي! لإعادة تمركزها العالمي مع اشتداد الصراع مع الصين وروسيا، ولذلك هي الإدارة التي عادت إلى تبني سيناريو الحروب والقلاقل وتبني الإرهاب الإيراني وأذرعه المليشياوية ومنها الذراع الحوثي! هو سيناريو «أوباما» ذاته في استنزاف وابتزاز السعودية ومصر والمنطقة العربية رغم ادعاءات المتنفذين الأمريكان حول التحالف والشراكة، إلا أن إدارة «بايدن» تُجيّر المصلحة الأمريكية في المنطقة لحساب إيران، وكما يريد (الكارتل الصناعي العسكري) أو الدولة العميقة، كما كان يخاطبها الرئيس السابق «ترامب» والتي تحكمها القوى المتنفذة من خلف الستار! ولذلك هي ليست مع السلام والاستقرار في المنطقة والدور السعودي والمصري في العمل عليهما، وإنما مع صناعة المزيد من الأزمات والحروب والصراعات و(التهاون) مع الإرهاب الإيراني بالتوازي مع الحرب الكلامية والتنظيرية الفارغة ضد إيران وأذرعها! فيما التوجّه العدائي الحقيقي هو ضد العرب، ولذلك تقوم هذه الإدارة (المشبعة بنظرية الفوضى والتقسيم) بصناعة ودعم بؤر التأزمات مع «الحليف» السعودي!
} قلنا ومازلنا نقول إن إرهاب الحوثي في اليمن وضدّ السعودية تحديدًا هو أجندة أمريكية أيضًا إلى جانب كونه أجندة إيرانية!
ولذلك تنشأ لغة الخداع والتكاذب والتمويه في التصريحات الأمريكية والبريطانية ضد إيران والحوثيين، في ظل الصمت الدولي ومجتمعه المنافق على إرهابهم! فيما سياسة الضغط تحاول أن تشقّ طريقها ضدّ السعودية، بما يُعرّض المصداقية الأمريكية حول استقرار الخليج لكافة أشكال الشكوك! فماذا عن هذا التخاذل الأمريكي والأممي في مواجهة الإرهاب الحوثي الذي يُعرّض يوميًا مصدر الطاقة والنفط العالمي للمخاطر بسبب استهدافاته؟!
أين الدعم الدولي (الجادّ) للسعودية التي تواجه هذا الإرهاب وحدها على أراضيها كل يوم، وتعمل بشكل انفرادي على حماية مصالحها واستقرار المنطقة التي هي المنطقة الحيوية للمصالح الدولية؟!
} كيف بالإمكان فهم كل هذه المتناقضات الأمريكية والدولية من الإرهاب الإيراني ووكيله الحوثي في المنطقة، وهو الإرهاب الذي يعترف هذا المجتمع الدولي بقيادته الأمريكية والغربية كل يوم بتصريحات فضفاضة بأنه إرهاب إيراني، وأن إيران حاضنة لكل أشكال الإرهاب وأنها تهدّد استقرار المنطقة، فيما الضغط بعد كل هذا التكاذب في الخطاب ينصب على السعودية، رغم المبادرة التي قدمتها!
والضغط المقصود هو التركيز على بنود في المبادرة جاءت في مصلحة الحوثي، وبما يتعلق بمطار صنعاء وبالحديدة فقط، رغم أن المبادرة هي حلّ شامل لا يتجزأ ولا يمكن (جدولة وتجزئة بنوده) وإلا تحوّل مجددًا إلى إنقاذ للحوثيين وإرهابهم! وحيث الإنقاذ أيضًا هو لإيران وإعادة المفاوضات معها، والتي كما يبدو هناك أن اتصالات أمريكية – إيرانية (سرية) حولها!
وكما هو واضح فإن الديمقراطيين يعملون إلى (تكريس ما يهدد السعودية والخليج) وإن في الخفاء، وبما يعزز النفاق الكبير في السياسة الأمريكية مجددًا، وخلفها بعض قوى المجتمع الدولي!
أما التصريحات الأمريكية المتخبطة فهي للتمويه ولخداع الحلفاء العرب كالعادة!