العرب والعالم

بايدن: أميركا أقلعت ولا نريد التصعيد مع الصين وروسيا

قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه تولى السلطة في ظل أسوأ جائحة منذ قرن وأسوأ أزمة اقتصادية منذ الكساد الكبير، مؤكدا أن الولايات المتحدة «بدأت تتحرك مجدداً». 
وأشار بايدن في خطاب له بالكونغرس تزامنا مع مرور 100 يوم على توليه الرئاسة إلى أنه لا يسعى إلى التصعيد مع الصين وروسيا مشيرا في الوقت نفسه إلى أن إدارته ستتصدى لخطر برنامجي كوريا الشمالية وإيران النوويين، وستعمل على إنهاء الحرب في أفغانستان.
وللمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة، جلست سيدتان خلف الرئيس خلال خطابه السياسي الكبير أمام الكونغرس مساء أمس الأول، هما نائبة الرئيس كامالا هاريس ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي. 
ويعد ذلك ظاهرة غير مسبوقة رافقت أحداثا تاريخية أخرى.
وبسبب الجائحة، عقد هذا الاجتماع السنوي المهم في السياسة الأميركية أمام حضور محدود مع وضع الكمامات.
واستهل بادين خطابه مشددا على الطابع التاريخي للامسية قائلا: «سيدتي رئيسة مجلس النواب (نانسي بيلوسي) وسيدتي نائبة الرئيس (كامالا هاريس)» وسط تصفيق حاد. 
وأضاف «لم ينطق أي رئيس قبلا بهذه العبارات. وآن الأوان لذلك».
وأوضح بايدن في كلمته إن أكثر من 220 مليون أميركي تلقوا اللقاح ضد فيروس كورونا خلال الـ100 يوم من رئاسته، مشيرا إلى أن ما أنجز خلال هذه الأيام يعد أحد أكبر الإنجازات اللوجستية في تاريخ البلاد.
وكشف أن إدارته في طريقها لخفض نسبة فقر الأطفال في الولايات المتحدة بمقدار النصف هذا العام، منوها إلى أن إدارته ستولد ملايين الوظائف ذات الدخل الجيد للأميركيين.
واستغل بايدن جائحة فيروس كورونا لطرح أولوياته في وقت يشهد استقطابا سياسيا، فأبلغ الجلسة المشتركة لمجلسي الكونغرس؛ النواب والشيوخ وملايين الأميركيين الذين يتابعونه على شاشات التلفزيون بأن «أميركا مستعدة للإقلاع».
وقال «الآن وبعد 100 يوم فقط، يمكنني أن أقول أميركا تتحرك مجددا، محولة الخطر إلى إمكانية والأزمة إلى فرصة والانتكاسة إلى قوة».
وأكد الرئيس الأميركي أن بلاده ستتصدى لخطر برنامجي كوريا الشمالية وإيران النوويين، كونُهما يهددان العالم بأسره، كما أكد أنه سيعمل على إنهاء الحرب في أفغانستان، وأن الولايات المتحدة «لا تريد نزاعا» مع الصين، مشددا على أن بلاده تنافس الصين ودولا أخرى للفوز في القرن الـ21.
وفي ما يتعلق بالوضع مع روسيا، قال بايدن إنه أوضح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الولايات المتحدة لا تسعى للتصعيد، ولكن على روسيا أن تتحمل تبعات تدخلاتها في الهجمات السيبرانية والانتخابات الأميركية.
وألقى بايدن خطابه بنبرة هادئة أمام حوالى 200 برلماني وعدد قليل من أعضاء إدارته في تناقض صارخ للخطابات سلفه دونالد ترامب، ومع أجواء هذا الاجتماع السنوي الكبير كما هي الخطابات السياسية الكبيرة، التي ألقيت على مدى أربعين عامًا أمام حوالى 1500 مدعو يجلسون عادة على مقاعد مجلس النواب في جو حماسي لدى وصولهم، يعقبه صمت رزين يقاطعه تصفيق مدو.
وعلى شرفة خالية من المدعوين جلست زوجة بايدن جيل هذه المرة على مسافة بعيدة من داغلاس إمهوف زوج كامالا هاريس بسبب فيروس كورونا.
ومستذكرا السنة التي شهدت تفشي فيروس كورونا والنهاية المدوية لرئاسة ترامب وصدمة الهجوم على مبنى الكابيتول، أراد جو بايدن مرة أخرى، كما فعل طوال حملته الرئاسية، أن يقدم نفسه بصفته شخصية جامعة.
قال «لقد شاهدنا هاوية التمرد والاستبداد والجائحة والمعاناة، وبقينا، نحن الشعب، أقوياء»، مستشهدا بديباجة الدستور الأميركي.
وأضاف «اننا الولايات المتحدة الأميركية» مستعيدا واحدة من أشهر عبارات حملته. وخلص إلى القول «لا شيء يستحيل علينا (…) إذا فعلنا ذلك معا».
وقال بايدن متوجها إلى البرلمانيين الذين اضطروا إلى الفرار من الكابيتول واضعين أقنعة واقية من الغاز «فيما نجتمع هنا مساء اليوم (أمس الاول) لا تزال مشاهد حشود عنيفة تهاجم الكابيتول وتلطخ ديموقراطيتنا عالقة في أذهاننا جميعا».
وأضاف في نهاية خطابه «كان التمرد أزمة وجودية واختبارا لنرى ما إذا كانت ديموقراطيتنا ستصمد، وبالفعل صمدت».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى