رأي في الحدث

فوزية رشيد : أحزاب الحشيش والدم والدمار!

في العقود الأخيرة تزامنت هجمة «المخططات الغربية» على المنطقة مع ظهور أحزاب متطرفة ودموية وإرهابية، تلبس لباس الدين تضليلاً للوعي العربي والعالمي، ولكنها تمارس كل ما هو مخالف للدين والانتماء، ولما أراده الله من خلافة الإنسان في الأرض! وتخترق كل المحرمات وتدنسّ الأخلاقيات كلها بإفسادها! هؤلاء الذين خرجوا من عباءة «التنظيم الدولي للإخوان» أو من عباءة «أهل البيت العالمي»، وتفرعت العناوين ما بين «القاعدة» و«داعش» و«النصرة»، وما بين «حزب الله» و«الدعوة» و«أنصار الله» وعشرات التفرعات الأخرى التي تنتمي إما إلى «المرشد الأعلى الإخواني» وإما إلى «المرشد الأعلى الإيراني»، ملأوا المنطقة فسادًا ودموية وإرهابًا وتدميرًا باسم الدين أو «المعتقد الوضعي»، ومارسوا الارتزاق بكل أشكاله، عمالة وتجارة وتشكيلات ومليشيات، قانونها قانون العصابات، وناموسها الإفساد في الأرض وقتل الشعوب وتدمير الأوطان، فيما جلودهم الثخينة لا تتورّع أن ترتكب كل الموبقات وفي الوقت ذاته تتغنى باسم الله ونُصرة الله!

‭{‬ هؤلاء الذين هم نتاج الاستخبارات الدولية والإقليمية يموّلون إرهابهم وإفسادهم في الأرض، إلى جانب مموّليهم الأصليين، بأقذر الطرق وبالتجارة المحرمة للحصول على المال، الذي يسعفهم في الاستمرار في أداء دور تخريب عقول الأجيال بالمخدرات والحشيش، وبالتخدير العقدي، والتضليل السياسي والإعلامي والديني، ليصلوا بها إلى أعلى مراتب الإفساد والمتاجرة بالدم وإرهاب المخدرات!

وحين تقفل السعودية والبحرين والكويت وغيرها أبوابها في التجارة مع لبنان كما حدث مؤخرًا، بعد اكتشاف (مئات الملايين من الحبوب المخدرة والمؤثرات العقلية)، فإن ذلك إحباط لما يمارسه هؤلاء المتحدثون باسم الله، من تهريب يكفي لإغراق الوطن العربي كله بالمخدرات وليس السعودية وحدها كما قال السفير السعودي في لبنان قبل أيام!

‭{‬ أرقام مهولة تلك التي تمّ ضبطها في شهر الله المبارك، لتكون هدية حزب يعنون نفسه باسم الله، سمومًا جارفة لشعب وبلاد الحرمين والخليج! في السعودية وحدها تم ضبط (600 مليون حبة مخدرة ومئات الكيلوجرامات من الحشيش) مصدرها لبنان؛ وذلك فقط خلال السنوات الماضية، وللتهريب يتم استخدام الفواكه والأغذية وأي شيء، وآخر دفعة كانت مهربة في الرمان برقم مليوني!

ولأن ضخ السموم هي لعبة حزبية لهذا الحزب في المنطقة العربية، بل وفي العالم، وإعلانات الضبط ما بين أمريكا اللاتينية وأوروبا وغيرها إلى جانب الخليج والمنطقة العربية هي لعبة مستمرة، وازدادت وطأتها في العقد الأخير، وحيث معامل (الكبتاجون) كما ذكر أحد التقارير دخلت شمال شرق لبنان في عام 2011، أي مترافقة مع «ربيع الفوضى العربي» ما بين القصير وريف دمشق، وهي الأماكن التي يسيطر عليها «حزب الشيطان»، وبإنشاء عشرات المصانع في محافظة «البقاع» اللبناني! فإن هؤلاء المفسدين في أرض الله يعتبرون أن تدمير العقول والأجيال والتربح الكبير من ذلك التدمير هو واجب ديني أيضًا ضد السعودية والخليج وكل من لا ينتمي إلى (تيارهم العقدي الموالي لإيران)! وأنه جزء من خطة الإرهاب الذي يمارسونه في المنطقة!

‭{‬ هؤلاء الذين أباحوا كل الحرمات، قتلوا وشردوا الشعوب في سوريا والعراق ولبنان واليمن، يستنكرون دفاع السعودية عن نفسها، ويشنون الحملات الإعلامية الهستيرية ضدها وضد الخليج، باعتبار أن التصدي لجرائمهم هو حرب على الاقتصاد اللبناني! فأي سخافة بعد هذا؟! وأي جنون يمارسه هؤلاء على عقول أتباعهم، فيما ثيابهم الوسِخة تطايرت روائحها في كل مكان حتى الاختناق!

إنها أحزاب الإرهاب والدم في المنطقة التي لم تترك طريقًا، حتى التجارة، لتقتل بها شعوب المنطقة! ولقد بلغ السيل الزُّبى!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى