رأي في الحدث

أحمد رفعت : أردوغان… صراخ على غزة وتعاون مع قاتليها!

إدانة تركية للعدوان الإسرائيلي على فلسطين العربية في الضفة وغزة واتصالات يجريها أردوغان في أكثر من اتجاه… مع الإيرانيين مرة، ومع بابا الفاتيكان مرة، ومع أوروبيين أكثر من مرة، ومع روس وأميركان أكثر من مرة، فضلاً عن تصريحات رجال حكمه من وزير الخارجية إلى المتحدث باسم الرئاسة التركية وغيرهم وغيرهم…

وبالطبع يكون هذا الكلام ضروريًا ومهمًا لو كان بالفعل خالصًا لوجه الله وفلسطين… لكن فلسطين وشعبها يحتاجان لما هو أهم من كل ذلك… يحتاجان لعقاب إسرائيل بوقف التعاون معها الذي على أشده مع تركيا! فالصراخ والبكاء والعويل ومحاولة تصدر المشهد ومحاولة البقاء بين قيادة العالم الإسلامي كله لا يفيد لا فلسطين وشعبها ولا العالم الإسلامي… طالما استمر التعاون الذي يصل إلى حدود التحالف… وبعيدًا عن كون تركيا أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل، إلا أن المثير أن التعاون بلغ حدًا غير مسبوق في عهد حزب الرفاه التركي لرئيسه نجم الدين أربكان!! حزب الرفاه الحزب الأم الذي خرج من عباءته حزب العدالة والتنمية وأربكان الأب الروحي لأردوغان نفسه!!

ففي عام 1996 في ظل حكومة أربكان وقعت تل أبيب وأنقرة اتفاقيتين عسكريتين بحسب ليكون أول اتفاق بين الدولة العبرية ودولة مسلمة!

وبعد أشهر تم توقيع اتفاق عسكري في مجال التدريب والمناورات سمح للطيارين الإسرائيليين بالتدريب في المجال الجوي التركي، واستخدام الأجواء والقواعد العسكرية التركية في مقابل حصول الأتراك على التكنولوجية العسكرية الإسرائيلية!

بالطبع كانت الاتفاقية هدفًا استراتيجيًا إسرائيليًا كبيرًا، فمجال إسرائيل الجوي صغير للغاية، ولا يقارن بمثيله التركي، فضلًا عن الشبه الكبير بين المجالين التركي والإيراني، بل وبين التركي والسوري أيضًا!

اتفاقية أخرى وقعت بعد ذلك لتبادل الوفود العسكرية بل والتعاون في مكافحة الإرهاب (الإرهاب خد بالك) وأمن الحدود (أمن الحدود خد بالك) والتعاون الجوي والبحري (الجوي والبحري خد بالك)، ورأى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى في ورقة بحثية عام 1997 – كما نقل موقع سكاي نيوز العربي (في تقرير له العام الماضي حرفياً): «أن تركيا وإسرائيل عززتا في هذا الوقت من علاقتهما الاستخبارية الطويلة الأمد مما أدى تعزيز العلاقات العسكرية بين تركيا وإسرائيل وقتها إلى تعميق المخاوف العربية والإيرانية بشأن التداعيات المحتملة لهذا المحور»!!!

الآفاقيات السابقة تطورت وأخذت طريقها للتنفيذ طوال السنوات السابقة، ولا نذكرها باعتبارها تاريخًا فحسب… إنما كانت جذورًا للتعاون الحالي من القضاء على من يراهم أردوغان «المتمردين الأكراد»، إلى التعاون في سوريا ضد بلد عربي شقيق إلى مد تركيا بالسلاح الإسرائيلي وتعويضها أي عقوبات غربية!

وما قلناه سابقًا هو التعاون العسكري… نذكره تحديدًا باعتباره ذروة أي تعاون بين أي بلدين… أما التعاون في المجالات الأخرى، خصوصًا الاقتصادية والتجارية فحدث ولا حرج! وبالتالي فلا يصح هذا التناقض… صراخ من أجل فلسطين وتعاون تركي مع من يهاجمون فلسطين وشعبها!

استقيموا يرحمكم الله… أو استقيلوا كما تطالب المعارضة التركية!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى