محمد يوسف :عندما تكون الهزيمة نصراً
تباً للنصر إن كان ما حدث لغزة يعتبر نصراً.
وتباً للتاريخ إن كانت الانتصارات التي يحدثنا عنها شبيهة بنصر «هنية».
وتباً لذلك «الواهم الأكبر»، صاحب الألعاب والتصريحات النارية الفاسدة، سارق وطنه وشعبه، ناشر الجوع والحاجة، صاحب «التومان» الملامس للحضيض، فهو الذي يبشر بنصر من تحت أردية الهزيمة المنكرة، له ولصواريخه، ولأتباعه وزبانيته، الجرذان المختبئة في جحور طهران وبيروت والدوحة، المتدرعين بالأطفال والنساء والعجزة في صنعاء وغزة وخان يونس.
تباً لمن أرادوا أن يستثمروا شهراً فضيلاً، ليكسبوا تعاطفاً من أمة كشفت سترهم منذ أمد طويل، وعرفت أنها يمكن أن تكون في حال أفضل دون «ملالي» و«إخوان».
العالم كله كان يسعى لوقف الهجمة المفرطة في الوحشية من نتنياهو، وأصحاب الفكر العنصري الذين يديرون الآلة العسكرية الإسرائيلية، بهدف إنقاذ الأبرياء، ووقف سفك الدماء، والحفاظ على ما تبقى من غزة، وهنية يقف تحت أبراج الدوحة متفاخراً بمعادلة جديدة قلبت الموازين، ويبارك لشعبه الذي لم يخرج جثث ضحاياه من تحت الأنقاض بعد، بالنصر العظيم.
ولم يتحدث عن النصر من بعد هنية غير الخامنئي، مرشد الخلايا التدميرية في البلاد العربية، ومعه قادة حرسه الثوري وأساطيل التهريب البحرية، ويعد المنتصرين بمزيد من الطائرات المسيرة، التي تتساقط مثل الذباب في كل مكان، ولم يعدهم ببناء بيت أو تضميد جراح مصاب، فهو قد اعتاد على الدمار وبث الفوضى وتقديم الأبرياء قرابين لأحلامه وأوهامه، جالب الويلات الذي لا يعرف للخير طريقاً.
النصر على الفكر والسلوك الاحتلالي العنصري، لا يأتي من رموز العنصرية، أصحاب النظرة التوسعية، والتمدد الطائفي والمذهبي في بلاد العرب، ولا يصنع النصر أتباع فئة جعلت نفسها صاحبة حق في قيادة أمة تحاول كسرها، قبل أن تسيطر عليها، فهؤلاء ينتصرون عبر الواقع الافتراضي، برعاية من ينتمون إليهم، من اتبعوا الشياطين باسم «الإخوان المسلمين».
ادعاء النصر عار يلطخ جبينكم أيها المخادعون.