حمود أبوطالب : مشاهير زمن الغفلة
أفرزت وسائل التواصل الاجتماعي فئة من المشاهير الذين أبتليت بهم الشهرة وأبتلي بهم الناس، والحقيقة أنه لولا الهشاشة والضحالة التي سادت كثيراً من المفاهيم لما تمادى بعض من يوصفون بمشاهير السوشيال ميديا الآن في تصدير التفاهة وضخ السخافات والسماح لأنفسهم بالخوض في مواضيع وقضايا هم أجهل الناس بها، ليتبعهم في ما يقولون ويفعلون الكثير من الناس دون تفكير أو روية.
مؤخراً اعترض كثير من الأطباء في وسائل التواصل على أحد المشاهير وهو يروج لعلاج سحري في إحدى الدول الأجنبية بجهل فادح، ويشجع من يعانون من بعض الأمراض بتجربته، علماً بأنه كان يتحدث عن علاج تجريبي يقتصر استخدامه على مراكز أبحاث طبية محدودة في العالم. ونتيجة للتضليل والضرر الذي قد يلحق بمن يصدقون ترهاته فقد صدرت توضيحات تفندها.
ويوم أمس انتشر خبر ملاحقة الجهات المختصة لمشاركين في مقاطع مصورة خادشة شارك فيها عدد من مشاهير السوشيال ميديا ونشروها في حساباتهم، ما أثار استياء المجتمع من هذا التجاوز للنظام الذي يمنع التجمعات مع جائحة كورونا، وأيضاً الإسفاف الأخلاقي بالمشاركة والترويج لتلك المقاطع.
هاتان الحادثتان مجرد عينة من مسلسل مستمر للفوضى التي تمارسها هذه الفئة من الجهلة والمستهترين الذين وجدوا أنفسهم مشاهير في غفلة المنطق والمعايير السليمة للشهرة، وغياب القوانين التي تضبطهم وتردع تهورهم واستخفافهم وتماديهم وجرأتهم على الخوض في أمور لا يفقهون شيئاً عنها، أو قفزهم فوق ضوابط القيم الاجتماعية والنواهي الأخلاقية.
الشهرة مسؤولية كبيرة، يتعامل معها الأسوياء بذكاء وحذر، بينما يتعامل معها الجهلة باستخفاف وتهور. ولكي نحد من ضرر هذه الفئة لا بد من الإسراع في وضع الضوابط الحازمة والرادعة، وتطبيقها دون تهاون.