متابعات

الجارديان: تركيا تتحول لـ«دولة مافيا» تدريجيًا

سلطت صحيفة «الجارديان» البريطانية في تقريرها الصادر اليوم، الخميس، الضوء على العلاقة التي تربط رجال عصابات المافيا في تركيا برجال الرئيس رجب طيب أردوغان، وتصدرت التقرير صورة يظهر فيها دولت بهتشلي، كديناصور أصبح في السنوات القليلة الماضية شريكًا مؤثرًا في الائتلاف الحاكم في تركيا وإلى جانبه أكثر رجال المافيا شهرة في تركيا، علاء الدين تشاكجي.

وتشاكجي هو رجل أعمال متورط في ارتكاب 41 جريمة قتل سياسي، وسجن بتهمة التحريض على قتل زوجته السابقة بالرصاص أمام ابنهما الصغير، ومع ذلك تم إطلاق سراحه من السجن إلى جانب العشرات من رجال المافيا الآخرين ذوي الوزن الثقيل في عفو الرئاسي الصادر عن رجب طيب أردوغان مع بداية جائحة كورونا العام الماضي، بينما تجاهلت قرارات العفو تلك السجناء السياسيين.

وحسب الصحيفة، تمتد صداقة بهتشلي وتشاكجي الخاصة إلى عقود، حيث برز كلاهما في أواخر الثمانينات كعضوين في منظمة «الذئاب الرمادية»، وهي جماعة شبه عسكرية فاشية تعمل اليوم كجناح الشباب بحزب الحركة القومية بهتشلي.

وأضافت «الجارديان»، أنه خلال السنوات الماضية، دخلت وكالة المخابرات التركية في شراكة مع المافيا لتنفيذ اغتيالات سياسية، وهو ترتيب تم الكشف عنه في حادث سير  وقع عام 1996 وأسفر عن مقتل نائب رئيس شرطة إسطنبول، وزعيم «الذئاب الرمادية»، عبد الله  تشاتلي.

وتابعت الصحف التركية خلال العام الجاري العديد من رسائل التهديد بالقتل التي بعث بها تشاكجي إلى زعيم حزب المعارضة أثناء قيامه بزيارات لشخصيات سياسية لتوحيد جبهة المعارضة ضد الائتلاف الحاكم.

ووفقًا للأستاذ في كلية الدراسات العليا البحرية في كاليفورنيا، ريان جينجيراس، فإن «عودة ظهور رجال العصابات مثل تشاكجي لا يمثل عودة المافيا في تركيا بقدر ما يمثل الطريقة التي أصبح بها هؤلاء الرجال أصنامًا شعبية بالنسبة لليمين التركي». وأضاف: «ما تخبرنا به شخصيات المافيا، هو أن هناك بيئة سياسية جديدة تتطور في تركيا، بيئة تم فيها تبرئة هؤلاء الرجال من جرائمهم الماضية، وأصبح من الواضح لحزب العدالة والتنمية أن يتبنى موقف حزب الحركة القومية المتشدد».

وأضافت الصحيفة أن «حزب العدالة والتنمية نفسه ليس غريبًا على الفساد والفضائح الإجرامية. وأن تزايد شهرة حزب الحركة القومية وأصدقائه البغيضين أدى إلى تساؤل البعض عما إذا كانت تركيا قد تتحول بعد إلى دولة مافيا».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى