ريما بنت بندر: السعودية تتجه نحو الريادة العالمية في الطاقة النظيفة
شدّدت سفيرة السعودية في واشنطن، الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، على أنّ الإصلاحات التي تقودها حكومة المملكة هي أكثر شمولًا وتأثيرًا، إذ لم تغيّر حياة النساء فقط، بل استطاعت تغيير حياة العائلات في جميع أنحاء البلاد.
الأميرة ريما وفي كلمة لها في منتدى قادة الأعمال السعودي_الأميركي المرئي، وهو من تنظيم وزارة الاستثمار السعوديّة والغرفة التجاريّة الأميركيّة، أكّدت أنّ “رؤية 2030” عملت على تمكين المرأة السعوديّة والاستفادة منها في المجالات كافة، وهو ما تحظى به المملكة اليوم بالحصول على أجرٍ متساوٍ مع الرجل، بخلاف العالم الغربي الذي يشهد فروقات في الأجور بين الجنسين.
كما أضافت أنه إذا أراد العالم الخروج بشكل أقوى وأفضل من جائحة “كورونا”، فعليه أن يعامل الجميع على قدم المساواة، وأن يكون هناك التزام مشترك بين الجميع لتحقيق مستقبل مشرق، مبيّنة أنّ السعودية ركّزت في برامج تحقيق “رؤية 2030” على تمكين المرأة في المجتمع، والمساواة بين الجميع.
إصلاحات أكثر شمولاً
السفيرة السعودية في واشنطن أوضحت أنّ الإصلاحات التي تقودها حكومة المملكة هي أكثر شمولًا وتأثيرًا، وأضافت: “أعداد النساء الملتحقات بالجامعات في السعودية أكبر من عدد الرجال، ويتم منح مزيد من النساء درجات علميّة متقدمة”، مؤكدة أنّ النساء في السعودية يتمتعن اليوم بأجر متساوٍ مع الرجل، وهو أمر لم تحصل عليه النساء في الغرب حتى الآن.
كما تابعت السفيرة: “هذه قصة السعودية الجديدة. قصتنا في الإصلاح والمساواة بين الجنسين، وهذا هو السبب في أنّ رؤيتنا لـ2030 ستمكننا من الاستجابة لاحتياجات النساء، والتأكد من أن التأثير غير المتناسب لجائحة كورونا على النساء لن يصبح إعاقة دائمة.. إنّ الاستدامة ليست مجرد شيء عصري، هو أمر ضروري، وسنحتفل بمرور 5 سنوات على تدشين رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهي خطة جريئة لإعادة هيكلة اقتصاد السعودية، والتنويع، بدلاً من الاعتماد على النفط، واحتضان التكنولوجيا والتنمية المستدامة”.
الاقتصاد النظيف
الأميرة ريما بنت بندر أشارت أيضًا إلى أنّ أحد الاعتبارات الأساسية في برامج الرؤية تركّز بشكل أساسي على الحفاظ على البيئة، والمساهمة في اقتصاد نظيف وقوي بالطاقة البديلة، معتبرة أنّ تغير المناخ أمر حقيقي، وتعاملت القيادة السعودية معه بشكل جدي، إذ ستصبح السعودية بتقليل اعتمادها على إنتاج النفط، رائدة عالميًا في إنتاج الطاقة النظيفة والخضراء، والمساهمة بشكل إيجابيّ في المعركة العالمية ضد تغير المناخ، قائلة: “نحن لا نخطط فقط لجعل هذا يحدث في وقت ما في المستقبل، بل إننا نفعل ذلك الآن”.
كذلك رأت الأميرة ريما أنّ “رؤية 2030” استطاعت أن تضيف المرونة في التعامل مع المتغيّرات في السعودية، وتبقي المجتمع على المسار الصحيح، ولهذا السبب لم تتأثر الرؤية وبرامجها بجائحة “كورونا” بشكل كبير، وأضافت: “صحيح لن يفلت أحد من التأثر بجائحة (كوفيد 19)، لكننا نتعافى، وبينما نعمل ذلك، فإننا نريد التأكد من أن التعافي يشمل الجميع، ولا سيما أولئك الأكثر تضررًا من الوباء، وبخاصة النساء، ليخرجوا أقوى، ونحتاج إلى الاعتراف بأن تأثير فيروس كورونا لم يكن محايدًا بين الجنسين”.
تابعت قائلة: “لقد عانت النساء، ودُفعن أكثر من الرجال إلى الفقر، ما أدى إلى تفجر فجوة الفقر بين الجنسين، وفقدت النساء وظائفهن أكثر من الرجال، وأُجبر عدد أكبر من الشابات بما يقدر بنحو 11 مليون على ترك الدراسة أكثر من الرجال”.
الأميرة ريما كشفت عن أنّ السعودية تهدف إلى إنتاج 50% من الكهرباء في السعودية من مصادر متجددة بحلول عام 2030. وهي خطة ستخلق أكثر من 750 ألف فرصة عمل في قطاع الطاقة النظيفة. وبحلول نهاية العقد تخطط السعودية لإضافة 60 غيغاواط من الطاقة النظيفة، وهي مزيج من طاقة الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة، مشيرة إلى إعلان صندوق سعودي للاستثمار في الهيدروجين الأخضر، ولدى المملكة خطط لبناء مصنع هيدروجين أخضر بقيمة 5 مليارات دولار، إذ يمكن للهيدروجين الأخضر تشغيل حافلات وأساطيل شاحنات نظيفة في العالم، وستنتج هذه المنشأة ما يكفي من الهيدروجين الأخضر يومياً لتشغيل 20000 حافلة تعمل بوقود الهيدروجين.
اهتمامات تحدد المستقبل
إلى ذلك، نوّهت السفيرة السعودية في واشنطن بأنّ “برامج السياحة تأخذ الحيز الكبير من الاهتمام في (رؤية 2030)، إذ تخطط السعودية لاستثمار أكثر من 800 مليار دولار في المشروعات المتعلقة بالسياحة على مدى السنوات العشر المقبلة، وجذب أكثر من 100 مليون سائح سنويًا، وأن تشكل السياحة ما يصل إلى 10% من إجمالي الناتج المحلي بحلول العام 2030”.
كما شددت على أنّ “هذه هي الطريقة التي سنخرج بها أقوى، وبشكل أفضل، باستغلال اللحظة لتحسين ومعالجة القضايا والاهتمامات التي ستحدد المستقبل، وتشكل العالم الذي ننقله لأطفالنا وأطفالهم، والتركيز على المساواة والتنوع، والاستدامة والوعي بالمناخ والشمولية في الاقتصاد”.