رأي في الحدث

سوسن الشاعر: عفطة الفلول

فلول 2011 من هم في الخارج انتهوا سياسياً وانطفأ وهجهم بحرينياً، ولم يعد لهم أثر في الداخل، فإثارتهم لموضوع إصابة بعض السجناء بفيروس (كوفيد 19) أملاً أن تلتفت إليهم احدى الدول التي ترعاهم وتؤويهم فتعفط معهم كما عفطوا!

أتدرون ماذا يقف وراء محاولاتهم البائسة في الأسبوع الأخير؟ الأوضاع لا تبشر بالخير بالنسبة إليهم؛ فعلى الصعيد البحريني المحلي هناك تلاحم شعبي غير مسبوق لا طرح ولا نفس طائفياً، الكل يتكلم بحريني.

وزارة الداخلية تحديداً شهدت تطوراً ملحوظاً وحظيت بإشادات دولية، حتى وصلنا إلى طرح فكرة السجون المفتوحة من بعد تطبيق العقوبات البديلة، وهناك منظمات ومؤسسات حقوقية أكثر من أي مجال آخر تشرف على الأوضاع في مراكز التأهيل، ومراكزنا مفتوحة للصليب الأحمر و لزوارنا من جميع أنحاء العالم، وما تصرفه الدولة على تلك المراكز لا مثيل له، وأنصح وزارة الداخلية أن تفصح عن نصيب السجين من الرعاية الصحية والغذائية وحتى النفسية، وكلفة بناء المنشآت الجديدة وووو؛ فهذه فرصة كي يعرف العالم الفرق بيننا وبين دول تدعي أنها الرائدة في حقوق الإنسان.

والأهم أن فلول 2011 اختاروا ورقة فاشلة جداً لتحريض الناس، وهي محاولة الإساءة لإجراءات البحرين الاحترازية في مواجهة تلك الجائحة، وهي الإجراءات التي رفعت موقع البحرين عالياً بين الدول.

المفارقة أنهم لم يعيروا أي اهتمام لإصابة المحكومين الآخرين، وكأن كورونا تفرق بين إرهابي ومحكوم بسبب عجزه عن دفع مديونياته؟ ينادون بإطلاق سراح (ربعهم) فقط وكأن البقية غير بشر، والمفارقة الثانية أنهم لم يسألوا عن عدد الإصابات في سجون بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرهم من المعازيب؟ ألا ساء ما تحكمون.

أما الأهم من هذا كله فإن سبب ارتباكهم وتسرعهم في اختيار الورقة التي يريدون تحريك الشارع بها هو وضعهم الصعب في الخارج، لقد انفض الرعاة من حولهم، وحواضنهم البحرينية بدأت تجف من ناحيتهم، والشباب بدأوا في الانخراط مع بقية المواطنين من النسيج البحريني الشامل.

هكذا سيفقدون الأمل نهائياً والدول التي ترعاهم بدأت تضيق عليهم الخناق بعد أن أصبحوا عبئاً عليها. فكل يوم يمر تتلاشى فيه الضبابية ويرون مؤشرات مخيفة ومرعبة بالنسبة إليهم، فإلى الآن لم تفاوض الإدارة الأمريكية إيران كما يتمنون، وهذا مخيف لأنهم ينتظرون انتهاء العقوبات وعودة ضخ المعونات، إلى الآن لم تحدث القطيعة الأمريكية السعودية؛ فالتقارب الأمريكي السعودي واضح واعتراف الإدارة الأمريكية بأن السعودية ليست دولة موز واضح، وعليه فإن قناعة الإدارة الأمريكية بجدوى الدمى التي صنعوها مثلهم تضعف يوماً بعد يوم، تلك مؤشرات يستمدونها كي يعرفوا إن كانت الإدارة الأمريكية ستعيدهم للواجهة كما فعل أوباما أم لا؟ وكل تأخير يعني أن عودتهم غير ممكنة، أي بمعنى آخر نهايتهم كورقة وكفائدة عند الإدارة الأمريكية قربت وبانت وهم من عولوا عليها وعلى عودتها.

ماذا عن بريطانيا؟ بريطانيا بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي تبحث عن أدوار مستقلة رعاية لمصالحها التاريخية في المنطقة وبحاجة جداً لتقوية العلاقات مع دول الخليج ومؤشرات تقاربها السعودي والإماراتي كبيرة وواضحة في الملف اليمني تحديداً، وذلك يعني ضعف استغلالهم وتوظيفهم وتقييد حركتهم.

الاتحاد الأوروبي الذي يعولون عليه تأثيره في منطقة الخليج أصلاً ضعيف وضغطه أضعف، فلا أثر كبيراً على تقارير الاتحاد وبرلمانه خاصة والحكومات الأوروبية تعقد الصفقات وتعزز العلاقات.

من بقي لهم إذاً؟ إيران المفلسة؟ نقولها بالخليجي (خلها أداوي قرعتها بالأول).

أتدرون أن من نكد الزمان على تلك الفلول أن مملكة البحرين وبريطانيا لديهما اتفاقيات مشتركة لتطوير تلك المراكز وتعزيز مؤسسات التظلم وحقوق الإنسان.

الخلاصة هم لن يخسروا شيئاً (طابعين طابعين) إذا هي إذا عفطة عنز يريدون من خلالها خروج الناس للشارع وزيادة عدد الإصابات ومجموعات شبابية أخرى يقبض عليها واستعطاف معازيبهم.

* ملاحظة:

المثل الشهير يقال للشيء الفاقد القيمة «عفطة عنز».. والعفطة هي الرذاذ الذي تنثره العنز من أنفها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى