بانوراما

حمد بن جاسم يتجنّب التغريد بشأن قضية فساد تشمل أحد إخوته

امتناع الشيخ حمد بن جاسم عن التغريد حول قضية فساد شملت أحد أفراد عائلته لا يتلاءم مع الصورة التي حرص على تسويقها عن شخصه كناصح وداعية للإصلاح.

لاحظ مراقبون صمتا من المغرد القطري الأشهر الشيخ حمد بن جاسم عن قضية الفساد التي تمّ الكشف عنها مؤخّرا في قطر، وأدت إلى اعتقال وزير المالية القطري وإعفائه من منصبه إلى جانب توقيف وتجميد أموال عدد من شخصيات المجتمع القطري وفي مقدمتهم الشيخ نواف بن جاسم الأخ الأصغر للشيخ حمد.

وأظهرت وثيقة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي صدور قرار عن النائب العام في قطر يقضي بتجميد حسابات سبعة أشخاص بينهم اثنان من أفراد الأسرة الحاكمة هما الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن غانم آل ثاني والشيخ نواف بن جاسم، إلى جانب وزير المالية علي شريف العمادي الذي أعلن مؤخرا عن إقالته من منصبه وإخضاعه للتحقيق.

وانتقد مراقبون صمت الشيخ حمد بن جاسم عن أول قضية رأي عام وفساد يُكشف عنها وتَرشح تفاصيلها في قطر وهو الذي لا يتردد عن الخوض في قضايا عربية وعالمية مختلفة، مثيرا في كثير من الأحيان الغضب بسبب سقوطه في منزلقات مسيئة لعدة جهات، وتدخّله في الشؤون الداخلية للدول.

وتساءل هؤلاء إنّ كان تجنّب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الأسبق التعليقَ على القضية رغم طابعها المثير والاستثنائي، من قبيل التعتيم حرصا على سمعة الأسرة، أم تجنّبا لإثارة الجدل الذي قد يحوّله إلى طرف في القضية، خصوصا وأنّ التساؤلات لم تنقطع بشأن ثروته بالغة الضخامة ومدى إمكانية أن يكون قد استغل في جمعها سلطاته الواسعة خلال الفترة الطويلة لبقائه في سدّة المسؤولية.

ويستند هؤلاء إلى أنّ اسم الشيخ حمد بن جاسم سبق أن ورد بالفعل في إطار تحقيقات في قضايا مالية خارج قطر من بينها قضية مصرف باركليز التي نظر فيها القضاء البريطاني طيلة السنوات الماضية وتدور حول شبهة دفع البنك رسوما إضافية سرية إلى شركات صندوق الثروة السيادي القطري وللشيخ حمد الذي كان يرأس آنذاك الحكومة القطرية مقابل موافقة الدوحة على مساهمة الصندوق القطري في رأسمال البنك المذكور لتجنب تأميمه عندما كان يواجه صعوبات مالية شديدة.

كما سبق للناطق الأسبق باسم الخارجية القطرية فواز العطية أن رفع دعوى أمام القضاء البريطاني اتهم فيها الشيخ حمد بن جاسم بمحاولة الاستيلاء على أرضه دون موجب قانوني وباختطافه وحبسه وتعذيبه بين سنتي 2009 و2011.

وكان الإعلان الرسمي في قطر الأسبوع الماضي عن اعتقال وزير المالية على ذمة التحقيق في قضية فساد كبيرة قد شدّ الانظار إلى البلد الذي اعتاد التكتّم على مثل تلك القضايا الأمر الذي أثار شبهة وجود دوافع جانبية وراء إثارة القضية لم يستبعد البعضُ أنّها تتعلّق بتصفية حسابات بين أجنحة داخل الأسرة الحاكمة.

واعتبر مراقبون أن امتناع الشيخ حمد بن جاسم عن التغريد حول القضية ولو في حدود الثناء على سلطات بلاده لجهة “حزمها وفطنتها” في محاربة الفساد لا يتلاءم مع الصورة التي لطالما حرص على تسويقها عن شخصه عبر تويتر كناصح وداعية للإصلاح في الخليج ومختلف أنحاء العالم العربي، حتى أنّه لم يستثن من هجوماته اللاّذعة مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية.

وفي غمرة الضجيج المثار حول قضية الفساد وتوقيف الوزير وتجميد أموال الشيخين القطريين، صبّ الشيخ اهتمامه على الأحداث الجارية في القدس. وفي أحدث تغريدات له على تويتر توجّه بنداء إلى القادة العرب بالقول:

وعلّق أحد النشطاء على تويتر بالقول “ثوب النضال الذي يحاول الشيخ حمد بن جاسم ارتداءه غير مناسب له ولا يتماشى وثروته الضخمة”، متوجّها إليه بالسؤال “كنتَ لسنوات طويلة في سدّة المسؤولية.. فماذا فعلتَ لإنقاذ القدس غير نعت العرب بالنعاج ووصف إسرائيل بالذئب؟”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى