الجارديان تطالب لجنة «نوبل» بالاستقالة لمنحهم آبي أحمد جائزة السلام
سلطت صحيفة «الجارديان» البريطانية الضوء على أعمال العنف في إقليم تيجراى الإثيوبي، والمستمرة منذ شهور.
وحملت الجارديان أعضاء لجنة نوبل مسؤولية منح جائزة السلام لعام 2019 لآبى أحمد، المتهم بشن الحرب في تيجراى. وطالبت أعضاء لجنة نوبل بالاستقالة بشكل جماعى من مناصبهم احتجاجًا علي الوضع في تيجراي.
وكانت اللجنة قد بررت منح جائزة نوبل لرئيس الوزراء الإثيوبى لجهوده في تحقيق السلام والتعاون الدولي، وخاصة لمبادرته لحل النزاع الحدودي مع إريتريا المجاورة.
بعد بدء الحرب في إثيوبيا، تلقت «الجارديان» مكالمة من مسؤول إثيوبي رفيع المستوى، قائلًا: «سأحمل دائمًا لجنة نوبل مسؤولية تدمير بلدنا، بعد حصول آبي على جائزة نوبل للسلام، اعتبر ذلك بمثابة اعتراف بسياسته ولم يعد يستمع إلى الاعتراضات أو مخاطر السلطة المركزية الحديثة في إثيوبيا».
هناك انتقادات دولية لترشيح آبي وعدم صدور موقف من اللجنة ضد أي جرائم الإنسانية التي ترتكبها قوات عسكرية تحت قيادة حائز على جائزة نوبل. لكن اللجنة التزمت الصمت.
واليوم، تُتهم القوات الإريترية، جنبًا إلى جنب مع القوات الحكومية الفيدرالية وقوات ولاية أمهرة الإثيوبية، بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فيما وصفه آبي بأنه «عملية لإنفاذ القانون» في تيجراى.
كانت التقارير الدولية ووسائل الإعلام قد كشفت عن العديد من المجازر بحق المدنيين، واغتصاب النساء والفتيات بشكل منهجى.
بدأت الحرب في نوفمبر الماضي، عندما دخل جنود فيدراليون إلى تيجراى إلى جانب القوات الإريترية، زاعمين أن الهدف كان اعتقال الحكومة الإقليمية المنتخبة وزعماء جبهة تحرير شعب تيجراى بتهمة التمرد.
سقط آلاف القتلى والجرحى في الإقليم الإثيوبى واغتصبت القوات العسكرية نساء وفتيات، وأجبر أكثر من مليوني مواطن على ترك منازلهم.
صرح رئيس الوزراء الإثيوبى والحائز على جائزة نوبل للسلام آبى أحمد أن أمته في طريقها إلى الازدهار وستشهد بعض الفترات العصيبة.
وانسحبت قيادة تيجراى من العاصمة الإقليمية ميكيلى إلى الجبال مع الآلاف من القوات. كان من الواضح منذ البداية أن الحرب حتمية، لأن التيجراي لن يخضعوا لسياسات رئيس الوزراء آبى أحمد، التي يعتقدون أنها تقوض استقلاليتهم المنصوص عليها في الدستور.
انتقدت الولايات المتحدة آبي بسبب التطهير العرقي. تم الكشف عن العديد من المذابح بحق المدنيين، واغتصاب النساء. كانت البنية التحتية المدنية، مثل المستشفيات ومرافق المياه والمدارس والجامعات أهدافًا مباشرة للقصف والنهب، بهدف تدمير القدرة على الحكم.
والأسوأ من ذلك هو العواقب الإنسانية. اليوم، يحتاج 5.2 مليون من سكان تيجراى، أي حوالي 85 ٪ من سكان المنطقة، إلى المساعدة للبقاء على قيد الحياة، لكنها لا تصلهم.
يعيق الروتين الفيدرالي والجنود الإثيوبيون والإريتريون المساعدات الغذائية من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية. مئات الآلاف معرضون لخطر الموت جوعا هذا الصيف.