متابعات

«العرض مستمر» زعيم المافيا يتوعد وزراء الداخلية الأتراك: سأكون بلاءً فوق رؤوسكم..و«أسوشيتد برس»: شعبية مقاطع زعيم المافيا التركي تقترب من الأفلام الكلاسيكية

توعد زعيم المافيا التركي، سادات بكر، اليوم الاثنين، كلًا من وزير الداخلية التركي الحالي والسابق بأنه سوف يكون بلاءً فوق رؤسهم خلال الأيام المقبلة، وذلك بعد سلسلة من الفضائح بحق الوزيرين وعدد من القيادات بحكومة حزب العدالة والتنمية، كان قد كشف عنها من خلال 9 مقاطع فيديو نشرها بصورة أسبوعية عبر قناته الخاصة على يوتيوب.

وأتبع بكر مقطع الفيديو التاسع الذي نشره أمس الأحد، بتغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، قال فيها إن وزير الداخلية الحالي سليمان صويلو، والأسبق، محمد آغار، أرادا أن يزجا به في السجن لأنه يذكرهما بأيام ضعفهما وقلة حيلتهما، حد قوله، وأضاف أنهما أينما ينظران سيجدانه أمامهما، متوعدًا إياهما بفضح كل أسرارهما خلال الأيام المقبلة.

وشهد حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان، موجة من الاضطرابات فجرها ما يكشف عنه زعيم المافيا الهارب سادات بكر في تسجيلاته الأسبوعية المصورة المستمرة منذ نحو شهر عبر «يوتيوب». وفضح خلالها علاقة وزراء سابقين وحاليين ومسؤولين في حكومات أردوغان وأبنائهم بوقائع فساد وعلاقات مع عصابات الجريمة المنظمة.

وخلال يومين فقط، استقال اثنان من مسؤولي بلديات تابعة للحزب بعد اكتشاف وقائع فساد، حيث أعلنت إسراء يلماظ، عضو مجلس بلدية «ماماك» بالعاصمة أنقرة التابعة للحزب، عبر «تويتر» أن السبب هو أنها تحققت من ارتكاب فساد داخل بلدية «العدالة والتنمية». وقالت يلماظ «اكتشفت فساداً في البلدية.. رفعت دعوى قضائية لهذا السبب، أستقيل من حزب العدالة والتنمية الذي كنت عضواً فيه لمدة 9 سنوات»، مشيرة إلى أن رئيس البلدية، مراد كوسا، منعها من الحديث في اجتماع البلدية، الأربعاء الماضي، رغم تقدمها بطلب مسبق للحديث، وذلك خشية أن تكشف عن وقائع الفساد، لذلك قمت برفع دعوى قضائية، واستقالت».

وسلطت صحيفة «أسوشيتد برس» الأمريكية، اليوم الاثنين، الضوء علي اتهامات زعيم المافيا التركي سادات بكر، لأعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان، بالتورط في عمليات تهريب المخدرات، والتستر على جرائم القتل، فضلًا عن نقل أسلحة إلى متطرفين في سوريا بالتعاون مع العصابات.

وقالت الوكالة إن بكر البالغ من العمر 49 عامًا، الذي كان يومًا ما يدعم حزب أردوغان علنًا، أصبح يُطلق مقاطع فيديو مدتها 90 دقيقة تقريبًا ، ما اعتبرته «محاولة واضحة لتصفية حسابات مع شخصيات سياسية».

وأوضحت «أسوشيتد برس» أن مشاهدات مقاطع سادات بكر الأسبوعية على موقع «يوتيوب» تجاوزت أكثر من 75 مليون مشاهدة، ما تسبب في ضجة كبرى وزيادة المخاوف بشأن فساد الدولة التركية، ما وضع المسؤولين في موقف دفاعي، مؤكدة أن ملايين الأتراك باتوا يتابعون فيديوهات بكر وينتظرون نزولها أسبوعيًا.

والتقت الوكالة مع الزوجين التركيين ألب أرسلان وجوليستان أتاش، بشأن متابعتهما لفيديوهات بكر، وقالت الزوجة «لقد أضفت فيديوهات بكر إلى فئة المسلسلات التلفزيونية التي أشاهدها كل أسبوع، تمامًا مثل الحلقة التلفزيونية، أنتظر بإثارة، يوم الأحد من كل أسبوع، إذ نقوم بإعداد وجبة الإفطار عندما نستيقظ ونبدأ بمشاهدة الحلقة الجديدة».

أما الزوج ألب ارسلان أتاش، فقال إن مقاطع فيديو بكر أصبحت بالنسبة له مثل أجزاء أفلام العصابات مثل «العراب» و«سكارفيس»، والتي أصبحت محفورة في ذكريات الناس إلى الأبد.

واستهدفت مقاطع الفيديو الأولية التي نشرها سادات بكر، كلًا من وزير الداخلية السابق محمد أغار ونجله تولغا النائب بالبرلمان عن الحزب الحاكم، حيث اتهمه بكر باغتصاب وقتل طالبة صحفية شابة من كازاخستان، وتسترت الداخلية على الجاني وقيدت الحادث باعتباره انتحارًا.

ووجهت مقاطع فيديو لاحقة اتهامات لرجال أعمال وإعلاميين مقربين من الحكومة، وكذلك نجل رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم، بدعوى تورطه في تهريب المخدرات من فنزويلا. لكن الهدف من أكثر هجمات بكر شراسة واستهزاء هو وزير الداخلية سليمان صويلو، الذي يتهمه بإساءة استخدام السلطة والفساد بينما كان يهدف إلى أن يصبح رئيسًا لتركيا.

ويبرر بكر بالقول إن صويلو خانه على الرغم من مساعدته له لهزيمة منافس داخل الحزب الحاكم. فيما رفض كل المتورطين اتهامات سادات بكر، بينما استغلت أحزاب المعارضة تلك المزاعم للمطالبة باستقالات الشخصيات المتورطة وكذلك بدء التحقيقات البرلمانية والقضائية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى