متابعات

زوجة التركي المختفي من قيرغيزستان : الاستخبارات التركية خطفته

مع استمرار عمليات البلطجة التي تمارسها السلطات التركية من اعتقال واختطاف للمواطنين الأتراك خارج تركيا وداخلها بدون أي سند قانوني، كان آخر تلك الممارسات اختطاف رئيس مجلس إدارة مدارس «سابات» التركية في قيرغيزستان، أورهان إيناندي، وهو يحمل الجنسية القيرغيزستانية من أصول تركية، أجرى موقع «تركيا الآن» حوارًا مع ريهان إيناندين، زوجة أورهان، للحديث عن عملية اختطافه من قبل الاستخبارات التركية قبل أيام.. إلى نص الحوار…لـ«تركيا الآن»

ماذا حدث بالتفصيل في ذلك اليوم؟

 وقع الحادث مساء 31 مايو الماضي، حيث لم نستطع التواصل مع أورهان حتى 9 مساءً. اتصلت به عدة مرات، وأرسلت الرسائل الصوتية له حتى مرت الساعة 11 مساءً، حتى ذلك الوقت لم يرَ رسائلي، وعند الساعة 12:30 أرسلت له الرسائل مرة أخرى، ولم يشاهدها هي الأخرى، بعدها اتصلت عدة مرات وبشكل متكرر. لكن دون إجابة مع الأسف، وهو مفقود منذ ذلك اليوم، ليصبح اليوم هو الـ15 له بعيدًا عنا.

 هل تلقيتِ أنتِ أو زوجكِ أورهان تهديدات قبل ذلك؟

لم أتلقَ أي تهديد، ولا أعتقد أن زوجي تلقى أي تهديدات. لكن خلال الفترة الأخيرة ومنذ 2016، بدايةً من أحداث 15 يوليو في تركيا، تُشَن حملات تشويه ضد المدارس التي نعمل بها في الخارج، تحاول أن تظهرنا على شكل إرهابيين، أقول هذا بكل أسف. لهذا السبب فإن المسؤولين الأتراك حينما يأتون إلى هنا يطالبون بإغلاق مدارسنا، وسمعنا أنهم طلبوا ترحيل زوجي من قبل، لكن لا يمكن أن يحدث لي شيء في قيرغيزستان، فهي دولة آمنة كما أنهم يحبوننا، ويرون ماذا نفعل؟

 في اعتقادك من نفذ عملية الاختطاف؟ هل الاستخبارات التركية أم مَن؟

أعتقد أن الاستخبارات التركية مَن فعلت ذلك، لأنهم كانوا يتجسسون على صحفي هنا من قبل. قبل تلك الواقعة سمعت من بعض الأصدقاء هنا، أن هناك أشخاصًا يأتون إلى هنا، ويقولون إن تركيا ستجبرنا على شيء. لكنني أخبرتهم أن هذا الأمر مستحيل، لأن السلطات هنا لن تسمح بشيء مثل هذا، وكنت أتحدث بثقة كبيرة. كان أصدقائي الأتراك هنا مضطربين، ويتساءلون ماذا يفعل هؤلاء الناس؟ هل سيأخذوننا ويرحلوننا؟! لكني أخبرتهم أن البلد هنا آمن، ولن يحدث أي شيء، والدولة هنا ستمنع شيئًا كهذا، فهي آمنة جدًا بالنسبة لنا. العديد من الأتراك جاءوا إلى هنا وذهبوا، ولم تحدث مثل تلك الأشياء لهم، لأن من يأتي إلى هنا ليسوا مذنبين. لكنهم مع الأسف يضطرون للخروج من تركيا لأسباب مجبرين عليها، ونفهم أنهم يعانون من بعض القلق. لكنني لم أتعب أو أحزن من تركيا، أقول دائمًا إن الخير يحدث ولم أنتظر شيئًا لا أنا ولا زوجي.

هل تعتقدين أن زوجك ما زال محتجزًا في السفارة التركية في قيرغيزستان؟ أم جرى ترحيله إلى تركيا؟

أعتقد أن زوجي ما زال موجودًا هنا في قيرغيزستان، وأنه محتجز، وأنا أثق أن السلطات هنا ستجده. في رأيي أن الاستخبارات التركية فعلت ذلك في العديد من الدول من قبل. فنحن نتابع ذلك بشكل مستمر بكل حزن اتهام أشخاص أبرياء بممارسة القتل والإرهاب. زوجي الآن هو مواطن قرغيزي، حصل على الجنسية منذ 10 سنوات. لو كان جرى ترحيله إلى تركيا لظهر هنا وقرأنا أخباره، لكن أعتقد أنه غير موجود بتركيا.

ماذا فعلت السلطات في قيرغيستان عقب حادث الاختطاف؟

في الأصل هم تعجبوا كثيرًا، فلقد أبلغنا الشرطة على الفور، بعد أن وجدنا سيارته، واستمروا هم في فحص السيارة. يتحرون الآن، وفي رأيي هم متعجبون كثيرًا، لأن تلك أول حادثة من هذا النوع تقع هنا، لم تقع حادثة مثلها من قبل. فغياب شخص رائد في مجال التعليم بهذه الطريقة ترك أثرًا كبيرًا، فعلى الرغم من مرور أسبوعين على الواقعة، إلا أن الناس هنا ما زالوا متعجبين. ونحن جميعًا نعيش تلك الدهشة، إن شاء الله سيجدونه، فما زال البحث والعمل جارياً.

كيف علقت منظمات حقوق الإنسان والصحافة العالمية على تلك الواقعة؟ هل تواصلوا معكِ؟

بالفعل تواصلوا معي على الفور، خاصة أننا تقدمنا بطلب إلى الأمم المتحدة وأعطونا بطاقة خاصة بهم وقابلونا. وبدأت اللجنة الخاصة بحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في إعداد كتابات حول عملية اختطاف زوجي للمطالبة بمعرفة مكانه. لا أعرف بالتحديد كيف يديرون العمل، ولا أعرف الإجراءات الرسمية الخاصة بهم. لكن أعرف أنهم يتابعون هذا الملف ونتواصل معهم باستمرار. أعرف أنهم أرسلوا رسالة إلى وزارة الخارجية الأمريكية وأبلغوهم بالوضع حول تغيب أورهان إيناندي. يقولون إنهم يتابعون الوضع، والتقيت أمس مع ناشطة وسناتور بالكونجرس الأمريكي، واهتممت كثيرًا بتلك الواقعة، وقالت إنها ستبقي هذا الحدث على جدول الأعمال. يعني هناك اتصالات عديدة، وأنتم بالطبع من العالم العربي، ويتصل بي كل يوم نشطاء حقوق إنسان من أوروبا ومن هنا أيضًا. يعني الصحافة الخارجية مهتمة كثيرًا بهذه القضية وتتابع الموضوع عن كثب وتعطيه اهتماماً كبيراً.

هل تودين أن توجهي رسالة إلى حكومة العدالة والتنمية وإلى الرئيس التركي أردوغان؟

 نحن نعيش هنا في هذا البلد منذ حوالي 26 أو 27 سنة. نحن نعيش هنا منذ وقت طويل، والناس هنا مسرورون من عملنا دائمًا، لأننا جئنا إليهم بهدف التعليم. ولدينا عدد كبير ممن تخرجوا علي أيدينا كل واحد منهم هو مصدر فخر لنا. هدفنا فقط هو السلام وإسعاد الناس والعيش في وسط يسوده السلام فيما بيننا. بسبب الأحداث السياسية في بلدنا تم إعلاننا على إننا إرهابيون، وأصبحنا معرضين لأشياء سيئة للغاية..

هناك عدد كبير من الناس في السجون الآن بتركيا وعدد كبير من الناس مفقود ولا يستطيعون العثور على حقهم بشكل قانوني. وهذا سجل كبير في تركيا، فاختطاف زوجي لا يمثل أي بعد أيدلوجي ولكنه يمثل بعدًا إنسانيًا. إنه أب وزوج وابن أيضًا، لديه والدة عمرها 87 عامًا وهي تنتظره، ولا تعلم عما جرى له قلنا لها إنه لديه أعمال ولا نلتقي به كثيرًا بسبب أعماله الكثيفة، لا نستطيع أن نخبر والدته بما حدث، نقول لها إنه ليس في المنزل وهو في العمل ونحتوي الوضع مع أمه، في النهاية هو إنسان، يعني مهما حدث لا ينبغي أن يختفي إنسان بهذا الشكل، هو له حق وفي النهاية نحن أناس نعرف الله ونخاف منه..

أعتقد أن الله يساعدنا وأنتظر المساعدة من الدولة هنا حول هذا الموضوع فهم يدعموننا ويتواصلون معنا. الجميع هنا يتضامن معنا بشكل إيجابي وإن شاء الله نعثر على زوجي قريبًا. بالطبع نحن كعائلته نحزن على ما يحدث، فما نعيشه ليس بالشيء الطبيعي، ولكن إن شاء الله سيتحسن كل شيء. أنا أحب بلدي وأحب تركيا لا يستطيع أحد أن يشكك في حبي لوطني. لير ذلك من يرى وليعرفه من يعرف، ولكن هناك مع الأسف تضليل، ووسائل الإعلام تعمل أيضًا في هذا الأمر. الهيكل السياسي لتركيا هو بالفعل أمام أعين العالم بأسره. لا أريد أن أتحدث كثيرًا عنه. ولكن، مثل أي شخص آخر، فإن أولئك الذين يحكمون تركيا اليوم هم آباء، وأولئك الذين يعيشون في تركيا اليوم هم أيضًا آباء. هم أيضًا أزواج، ولديهم أيضًا أطفال، وهم آباء وأطفال وإخوة.. وهذا أمر سيئ للغاية بغض النظر عمن يحدث له.

  • عن «تركيا الآن»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى