تقارير

بالخرائط والأرقام.. كيف تحاصر اقتصاد أديس أبابا في خطوة واحدة؟

في تهديد خطير للاقتصاد الإثيوبي، أعلنت الحكومة المحلية في إقليم الصومال بإثيوبيا، قطع الطريق والسكك الحديدية التي تربط أديس أبابا، عاصمة البلاد غير الساحلية، بميناء جيبوتي البحري.

وبهذا تزيد حدة الاقتتال الداخلي في إثيوبيا، وتفتح المعارضة المسلحة جبهة جديدة للدفاع عن أراضيها ضد حكومة آبي أحمد، إلا أن الكارثة الحقيقية التي تواجهها الحكومة الإثيوبية لا تتمثل فقط في ردع المعارضة، إنما في إنقاذ اقتصادها المهدد بالانهيار، إذ يهدد طريق التجارة المغلق بمزيد من الضرر للاقتصاد الإثيوبي، الذي يكافح بالفعل للتعامل مع تأثير جائحة فيروس كورونا والصراع المستمر منذ 9 أشهر في إقليم تيجراي الشمالي.

وتعتمد إثيوبيا على ميناء جيبوتي والبنية التحتية المرتبطة بالنقل في 95 % من تجارتها البحرية، وفقًا لمعهد الدراسات الأمنية ومقره بريتوريا، إذ تعد جيبوتي الدولة الأهم لإثيوبيا في القرن الأفريقى كله باعتبارها المنفذ التجاري الوحيد لإثيوبيا على البحر الأحمر.

ويربط جيبوتي بإثيوبيا خط سكة حديد أنشأته الصين، يمتد من أديس أبابا لميناء جيبوتي، الذي تمر من خلاله نحو 55 % من تجارة إثيوبيا مع العالم الخارجي سواء واردات أو صادرات.

وفي الآونة الأخيرة برزت أهمية الميناء لإثيوبيا، خصوصًا بعد إغلاق موانئ الصومال بسبب الصراع على إقليم أوجادين، الذي تريد الصومال ضمه لها، فضلًا عن إغلاق ميناء مصوع في إريتريا في وجه التجارة الإثيوبية، بسبب توترات الحرب في إقليم تيجراي، لذلك تعتبر إثيوبيا في مأزق كبير لقطع الطريق بينها وبين جيبوتي.

لذا لم يبق إلا ميناء جيبوتي ليربط إثيوبيا بحريًا مع العالم عبر البحر الأحمر، وبسيطرة المعارضة المسلحة عليه وقطع سكان عفر الطرق المؤدية إليه من أديس أبابا يعد حكمًا نافذًا بالسجن ضد الاقتصاد الإثيوبي.

تقع عفر على الطريق بين ميناء جيبوتي وأديس أبابا، تلك القبيلة التي اشتد الخلاف بينها وبين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية، وتحول إلى صراع دموي، أدى إلى نزوح وهجرة مئات المواطنين.

وفي 21 يوليو الجاري، أكدت تقارير دولية أن الفرقة 23 من الجيش الإثيوبي مُنيت بهزائم ساحقة، وتم تدميرها من قبل جبهة تحرير تيجراي، بالقرب من حدود إقليم العفر، كما تم الاستيلاء على عشرات المعدات العسكرية الثقيلة والخفيفة، وهذا الطريق الوحيد الذي يربط إثيوبيا بموانئ التصدير والاستيراد في جيبوتي، وكذلك طريق السكك الحديد، وهما بمثابة شريان الحياة في إثيوبيا.

وخرج سكان عفر يرقصون فرحًا بدخول قوات تيجراي وسيطرتها على أراضيهم وطردها لقوات آبي أحمد، لتعلن بذلك حصار أديس أبابا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى