رأي في الحدث

فوزية رشيد : قطر وطالبان واستمرار دور الحاضنة!

{‭ ‬قطر‭ ‬الباحثة‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬يجعلها‭ ‬‮«‬دولة‭ ‬محورية‮»‬‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬انساقت‭ ‬وراء‭ ‬عقدتها‭ ‬السياسية،‭ ‬ليتمادى‭ ‬الدور‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬وظيفي،‭ ‬حولها‭ ‬إلى‭ ‬حاضنة،‭ ‬وداعم‭ ‬لكل‭ ‬تنظيمات‭ ‬ووقود‭ ‬التطرف‭ ‬والعنف‭ ‬والإرهاب،‭ ‬ومحطة‭ ‬إعلامية‭ ‬وفكرية‭ ‬لآليات‭ ‬التغيير‭ ‬بحسب‭ ‬الأجندة‭ ‬الشرق‭ ‬أوسطية،‭ ‬التي‭ ‬تكشفّت‭ ‬أبعادها‭ ‬تماماً‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭! ‬وحيث‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬منذ‭ ‬نشوء‭ ‬‮«‬قناة‭ ‬الجزيرة‮»‬‭ ‬كمثال‭ ‬‮«‬دور‭ ‬إعلامي‭ ‬وظيفي‮»‬‭ ‬في‭ ‬التحريض‭ ‬والتشويه،‭ ‬لإضعاف‭ ‬وإسقاط‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأنظمة‭ ‬العربية،‭ ‬واستبدالها‭ ‬إما‭ (‬بالإخوان‭ ‬وإما‭ ‬بالمليشيات‭ ‬والتنظيمات‭ ‬السياسية‭ ‬التابعة‭ ‬لإيران‭) ‬في‭ ‬ظل‭ ‬اعتقادها‭ ‬الوهمي‭ ‬أنها‭ ‬وحدها‭ ‬ستكون‭ ‬المتسيّدة‭ ‬على‭ ‬خراب‭ ‬المشهد‭ ‬العربي،‭ ‬ووحدها‭ ‬الناجية‭ ‬من‭ ‬الأعاصير‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬صناعتها‭!‬

{‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬المشبوه‭ ‬منذ‭ ‬البداية،‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬الأرض‭ ‬القطرية‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ (‬بؤرة‭ ‬للطامعين‭) ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬الأمريكان‭ ‬والصهاينة‭ ‬والأتراك‭ ‬والإيرانيين،‭ ‬امتدّ‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬احتضان‭ ‬التطرف،‭ ‬ليصل‭ ‬أيضاً‭ ‬إلى‭ ‬أفغانستان‭ ‬و«طالبان‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬العلاقات‭ ‬معها،‭ ‬وتمّ‭ ‬افتتاح‭ ‬مكتب‭ ‬‮«‬للطالبانيين‮»‬‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬عام‭ ‬2003،‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬مُدرجة‭ ‬كحركة‭ ‬أو‭ ‬تنظيم‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬الإرهاب‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ومكافحتها‭ ‬بعد‭ ‬سقوط‭ ‬أفغانستان‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ما‭ ‬يوضح‭ ‬أن‭ ‬دور‭ ‬الاحتضان‭ ‬لهذا‭ ‬التنظيم‭ ‬المتطرف‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬بضوء‭ ‬أخضر‭ ‬أمريكي،‭ ‬في‭ ‬لعبة‭ ‬مزدوجة،‭ ‬فمن‭ ‬جهة‭ ‬تعلن‭ ‬أمريكا‭ ‬مكافحتها‭ ‬لإرهاب‭ ‬طالبان،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬تفتح‭ ‬الأبواب‭ ‬لها‭ ‬عبر‭ ‬البؤرة‭ ‬القطرية‭!‬

{‭ ‬مع‭ ‬سقوط‭ ‬أفغانستان‭ ‬وتخاذل‭ ‬الجيش‭ ‬الأفغاني‭ ‬وهروب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأفغاني‭ ‬اتضح‭ ‬حجم‭ ‬الترتيبات‭ ‬السابقة‭ ‬لذلك‭ ‬السقوط‭ ‬السريع،‭ ‬وماهية‭ ‬اللقاءات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬عقدها‭ ‬في‭ ‬الدوحة‭ ‬بين‭ ‬طالبان‭ ‬والحكومة‭ ‬الأفغانية‭ ‬و«الناتو‮»‬‭ ‬أو‭ ‬ملف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬سري‭ ‬وعملي،‭ ‬وأي‭ ‬دور‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬اللقاءات‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الجانب‭ ‬الطالباني‭! ‬وأي‭ ‬دور‭ ‬كان‭ ‬لقطر‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬حاضنة‭ (‬للقيادات‭ ‬الطالبانية‭) ‬وعوائلهم،‭ ‬وفتح‭ ‬كل‭ ‬الأبواب‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬وصرف‭ ‬مخصصات‭ ‬مالية‭ ‬شهرية،‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬أوردته‭ ‬بعض‭ ‬التقارير‭! ‬ليتضح‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاحتضان‭ ‬القوي‭ ‬لعناصر‭ ‬طالبان،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬صدفة‭ ‬ولا‭ ‬عبثاً،‭ ‬وإنما‭ ‬تهيئة‭ ‬للأجواء‭ ‬السياسية‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬أفغانستان،‭ ‬التي‭ ‬عملت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬تمهيد‭ ‬الأرض‭ ‬لها‭ ‬هناك،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عملية‭ ‬الفساد‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬رسخته‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬والحكومة‭ ‬الأفغانية،‭ ‬لتسقط‭ ‬عناصرها‭ ‬بشكل‭ ‬سريع‭ ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬حين‭ ‬تحركت‭ ‬عناصر‭ ‬طالبان‭ ‬للاستيلاء‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬والحكم‭! ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬رأيناه‭ ‬وأدهش‭ ‬العالم‭!‬

{‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬كل‭ ‬الأجواء‭ ‬التي‭ ‬ملأتها‭ ‬قطر‭ ‬بالضباب،‭ ‬ودعم‭ ‬عناصر‭ ‬العنف‭ ‬والتطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬نظام‭ ‬الحمدين‮»‬‭ ‬ثم‭ ‬النظام‭ ‬الحالي،‭ ‬استمر‭ ‬‮«‬الدور‭ ‬الوظيفي‮»‬‭ ‬لقطر،‭ ‬وتحالفها‭ ‬مع‭ ‬الأتراك‭ ‬والإيرانيين‭ ‬وكل‭ ‬أتباعهما‭ ‬من‭ ‬المتطرفين‭ ‬والإرهابيين‭! ‬والهدف‭ ‬المنشود‭ ‬هو‭ ‬‮«‬الثوب‭ ‬الإقليمي‭ ‬الواسع‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬لبسته‭ ‬قطر،‭ ‬لفرض‭ ‬المتغيرات‭ ‬المشبوهة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الفوضى‭ ‬والإرهاب‭ ‬وتفكيك‭ ‬الدول،‭ ‬وهو‭ ‬الدور‭ ‬السلبي‭ ‬الذي‭ ‬قبلت‭ ‬قطر‭ ‬القيام‭ ‬به،‭ ‬في‭ ‬لعبة‭ ‬الأمم،‭ ‬التي‭ ‬تحركها‭ ‬كقطعة‭ ‬شطرنج،‭ ‬ومع‭ ‬انتهاء‭ ‬الدور‭ ‬ستدرك‭ ‬قطر‭ ‬أنها‭ ‬مجرد‭ ‬قطعة‭ ‬تم‭ ‬تحريكها‭ ‬أو‭ ‬سيتم‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنها‭ ‬بعد‭ ‬خراب‭ ‬البصرة‭! ‬و«أُكلت‭ ‬يوم‭ ‬أُكل‭ ‬الثور‭ ‬الأبيض‮»‬‭!‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى