متابعات

قطر «ملجأ» للعقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر

كشف تقرير صحفي فرنسي عن ان الرجل الذي يعتبر العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر 2001، كان قد افلت من الاعتقال قبل الهجمات الإرهابية بخمسة أعوام خلال وجوده في قطر، بفضل تدخل مسؤولين قطريين. وقال التقرير الذي أعدته الصحفية المستقلة فانيسا رايتنية المتخصصة بالوثائقيات- ان خالد شيخ محمد الذي يعتبر العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر- الذي قُبض عليه في العام 2003 والذي لم يحاكم بعد. كان قبل خمس سنوات من الهجمات على البرجين، قد أفلت من الاعتقال في قطر، بفضل مؤيدين قطريين. ولفت التقرير الى ان الخمسة متهمون المتورطون بهجمات 11 سبتمبر- هم على وشك المحاكمة بعد ان كانت قد بدأت محاكمتهم في مايو 2012، ثم علقت منذ فبراير 2019، ثم تم استئناف جلسات الاستماع الأولية قبل فترة قصيرة. ويؤكد تقرير اللجنة الوطنية للتحقيق في الهجمات ضد الولايات المتحدة الامريكية على ان العقل المدبر للهجمات هو خالد شيخ محمد، الملقب بـ«خالد شيخ محمد». ويعرف عنه رجل «على درجة عالية من التعليم- حيث درس في الولايات المتحدة الامريكية – وكان قد استخدم خياله ومهاراته الفنية والشخصية لصياغة وتخطيط عمل غير عادي، اذ كانت مجموعة من المخططات الإرهابية». وفي منتصف التسعينات، تمكنت المباحث الفيدرالية الامريكية «اف بي أي» من تحديد موقعه في دولة قطر التي عاش فيها أربعة أعوام- وكانوا على وشك اعتقاله، قبل ان يتم تهريبه من قطر بفضل نفوذ مسؤول قطري، حيث غادر شيخ محمد قطر عبر رحلة جوية الى أفغاستان. اذ يقول التقرير«بلا شك انه قد تم اعلامه من قبل مسؤول قطري بعد ان كان على وشك ان يتم اعتقاله! وكان خالد قد انتقل للإقامة في الدوحة في العام 1992 بدعوة من وزير الشؤون الإسلامية القطري السابق الشيخ عبدالله بن خالد بن حمد آل ثاني. لكن اللغز كان هو كيف تقابلوا؟ الإجابة الوحيدة هي ان خالد كان قد صنع لنفسه اسمًا في الفكر الجهادي. اذ ولد لعائلة متدينة، ويقول إنه انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين في سن السادسة عشرة، ثم انضم إلى الجهاد في معسكرات صحراوية حيث يتم تدريب الشباب الطامحين للجهاد

كراهية الولايات المتحدة قبل حمل السلاح، أكمل خالد شيخ محمد تعليمه في المدرسة الثانوية في الكويت، ثم انتقل إلى ولاية كارولينا الشمالية في العام 1983، حيث حصل على شهادة في الهندسة الميكانيكية. لم تكن تجربته الأمريكية هي التي غذت كراهيته للولايات المتحدة، ولكن سياستهم الخارجية تجاه إسرائيل – كما أكد لاحقًا- وبمجرد تخرجه، غادر بلد العم سام، وسافر إلى باكستان، حيث خضع لتدريب عسكري في العام 1987، وتجنّد على الجبهة الأفغانية لمحاربة القوات السوفيتية. ثم مد يد العون لمنظمة غير حكومية في بيشاور وجلال اباد. وهو ما سوف يكشف عنه خلال التحقيقات التي تجريها السلطات الامريكية التقرير الخاص بهجمات 11 سبتمبر

الهجوم في فبراير 1993 في الدوحة، كان يتمتع خالد ليس فقط برخاء يعيشه عضوا سابقا في الحكومة، بل أيضًا بمنصب في وزارة المياه والكهرباء. لقد كان غطاء مثاليا لاستمرار نشاطه الذي يجمعه مع ابن اخيه رمزي يوسف. حيث ان الاثنين قريبان جداً، وتفصل بينهما ثلاثة سنوات فقط، ويتقاسمان كراهية الولايات المتحدة الامريكية، وفي غضون سنوات قليلة، كان الهدف المشترك هو مركز التجارة العالمي. في العام 1992، كان رمزي يوسف قد أكمل لتوه تدريبه على المتفجرات في أفغانستان. إنه يصنع القنبلة التي سيسقطها في موقف السيارات في البرجين التوأمين في نيويورك، وحصل لذلك على التمويل الإضافي من قبل عمه خالد، حيث قام الأخير بتحويل مبلغ يصل الى 660 الف دولار امريكي من الدوحة الى حساب مصرفي لاحد شركاءه. لقد وقع الانفجار بعد بضعة اشهر، وتحديدا في 26 فبراير 1993 وادى حينها لاحداث حفرة كبيرة، كما أدى الى مقتل ستة اشخاص، واصابة اكثر من الف شخص. بالطبع كان رمزي يأمل ان يقتل نحو 250 الف شخص- كما صرح لاحقاً- وقد تمكن حينها من الفرار الى باكستان. كما يكشف التقرير الصحفي عن ان خالد شيخ محمد، كان قد خطط مع ابن أخيه رمزي لعملية إرهابية تستهدف تفجير عدة طائرات ركاب اثناء طيرانهم فوق المحيط الهادي. وفي اثناء وجودهم في مانيلا- الفلبين- كانوا قد حصلوا على مواد كيمائية لاعداد متفجرات، كما خططوا أيضا لاغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون في العام 1994. كذلك يتحدث التقرير عن مقترح هجمات 11 سبتمبر، حيث ان خلال مقابلة مع أسامة بن لادن في تورا بورا، قدم خالد شيخ محمد مقترحات إرهابية مختلفة، كان احدها يتعلق بطيارين مدربين يقومون بتحطيم طائراتهم في مبان داخل الولايات المتحدة، هذا المقترح سوف يصبح فيما بعد عملية 11 سبتمبر وسيؤدي الى مقتل اكثر من 2976 شخص. وفي هذا السياق، يقول مدير المخابرات الفرنسية السابق الان شويت تهريب خالد من الدوحة يشهد على تغير في اجندة قطر، وهو ما يرسي بعد ذلك الأسس الاستراتيجية نحو دبلوماسية اكثر ضبابية وتعقيد. ويرى التقرير ان الدوحة لا تنوي التخلي عن صداقتها الكبيرة حيث ان السياسة المتبعة تعتمد على تغلغل النفوذ والقوة الناعمة، وفي مقدمتها قناة الجزيرة كما تطرح نفسها قطر على انها الميسر لاي حلول تفاوضيه. فيما يتوقع التقرير ان يكون عشرات الارهابين المرتبطين بتنظيم القاعدة قد مروا عبر قطر. يذكر ان خالد شيخ محمد كان قد اعتقل في باكستان في العام 2003، وتم ايداعه في سجن تابع لوكالة الاستخبارات المركزية بشكل سري، حيث خضع -وفق ما زعمت تقارير مختلفة- للتعذيب ومنها الحرمان من النوم، وتعريضه لاساليب نفسية مرهقة، والتعري القسري، وايهامه بالغرق، وتغذيته بواسطة انابيب عبر المستقيم «منطقة الشرج» بدلا من الفم- وهو ما يؤدي الى الم شديد في الأمعاء، ويعرض الشخص لخطر الموت اذا استمر، قبل ان يتم نقله في العام 2006 الى سجن خليج غوانتانامو ليسمح بعد ذلك لمكتب التحقيقات الفيدرالي بمقابلته. يذكر ان خالد شيخ محمد كان قد امضى عدة شهور في سجون سرية تابعة لوكالة المخابرات المركزية الامريكية، حيث خضع لجلسات تعذيب والحرمان من النوم، قبل ان يتم نقله الى غوانتناموا في العام 2006. فيما ينتظر الان محاكمته الى جانب أربعة اخرين متورطين بالهجمات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى