تقارير

المرأة التي كبدت فيسبوك خسائر بنحو 50 مليار دولار

تعطلت خدمات منصات «فيسبوك» و«واتس آب» و«إنستجرام»، أمس الاثنين، بعد أيام من إثارة مديرة سابقة في فيس بوك ضجة كبيرة فى العالم وخاصة فى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اتهمت منصة «فيس بوك» بنشر الكراهية واهتمامه بالنمو والتوسع على حساب السلامة، وخصوصا للأطفال والمراهقين.

بدأت مشاكل الخدمات المملوكة جميعها للفيس بوك، في حوالي الساعة 4:45 مساءً بتوقيت جرينتش، وفقًا لمتتبعي انقطاع الخدمة عبر الإنترنت.

أبلغ مئات الآلاف من الأشخاص، عن مشكلات في تطبيقات الشبكات الاجتماعية على موقع الويب. وأكد الملايين أنهم غير قادرين على الوصول إلى تطبيقات الهواتف الذكية والمواقع الإلكترونية للخدمات ذات الشعبية الكبيرة، وانتقل المستخدمون إلى تطبيق «تويتر» وسط الانقطاع العالمي لتطبيقات فيس بوك التى لم تعمل لمدة ست ساعات تقريبًا.

الشركة عزت المشكلة إلى خطأ في تغيير إعدادات أجهزة الراوتر التي توجه الاتصال بين مراكز البيانات، ورغم أن الخسائر من الصعب حصرها، إلا أن الإيرادات الفائتة من الإعلانات فقط خلال 6 ساعات من الانقطاع تقدر بـ 60 مليون دولار.

نظريات المؤامرة

غالبًا ما تتبع حالات انقطاع التكنولوجيا العالمية نظريات المؤامرة، وقد ثبت أن انقطاع الفيس بوك الأخير لا يختلف.

تقترح نظرية جديدة، أن فيسبوك «تسبب في انقطاع جماعي خاص به لصرف الانتباه عن مزاعم المبلغين عن المخالفات لشركة فيس بوك».

ويأتي هذا الانقطاع بعد تسريب وثائق عن الشركة من موظفة سابقة كانت تعمل فى فيسبوك تدعى فرانسيس هوجن.

مديرة سابقة بفيس بوك واتهاماتها للشركة

وكانت فيسبوك، تواجه قبل انقطاع الخدمة أزمة أخرى، فجرتها مديرة سابقة في الشركة تدعى« فرانسيس هوجن»، حين ظهرت في برنامج 60 دقيقة، لتعلن عن تسريب آلاف الوثائق من الأبحاث الداخلية لـ«فيسبوك»، التي تؤكد أن الشركة تعطي الأولوية للربحية ولو على حساب سلامة المستخدمين، وأنها لم تحجب سوى نسبة ضئيلة جدًا من المحتوى الذي يحض على الكراهية في فترة الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة.

وأكدت هوجن، التي كانت تعمل مديرة إنتاج فى قسم النزاهة المدنية فى فيس بوك، أن الوثائق التى سربتها تواصل التركيز على النمو والربح المادي، رغم أنها علي دراية بالتأثير السلبي للمنصة على المستخدمين.

وقالت هوجن، إنها غادرت الشركة فى مايو الماضي بعد أن طفح بها الكيل، ولكنها نسخت وثائق داخلية للشركة وأرسلتها إلي صحيفة «وول ستريت جورنال» التى بدأت نشرها على دفعات تحت عنوان «ملفات فيس بوك».

واتهمت التسريبات، «فيس بوك»، بالمساهمة فى أعمال الشغب التي استهدفت الكونجرس الأمريكي فى يناير الماضي.

ولكن ما أثار مخاوف المشرعيين الأمريكيين هو ما كشفت عنه التسريبات عن كيفية تأثير تطبيق «إنستجرام» على الصحة النفسية لمستخدميه من الأطفال، وبعد اتهامات لها بالتستر على دراسة داخلية كشفت كيف يمكن لهذه المنصة التأثير على عقول المراهقات، وأنهم يعانون مزيدًا من المشاعر الذاتية من مقارنة أنفسهم بالمشاهير.

وستمثل «هوجن»، أمام مجلس الشيوخ، في جلسة استماع لها حول ما لديها من معلومات، وبالتالي قد يكون للقضية تداعيات كبيرة على صعيد تنظيم قطاع شركات التكنولوجيا الكبرى. وستدلى شهادة «هوجن» خلال جلسة استماع بعنوان «حماية الأطفال من الإنترنت»، وتأثير «إنستجرام» على الصحة العقلية للمستخدمين الشباب.

واتهمت «هوجن»، الشركة، بأنها تعطي اهتمامًا كبيرًا للنمو والتوسع على حساب السلامة، خاصة للأطفال والمراهقين.

«هوجن»، 37 عامًا، من ولاية آيوا وحاصلة على شهادة في هندسة الكمبيوتر، ودرجة الماجستير في الأعمال من جامعة هارفارد – وهي نفس الجامعة التي التحق بها مؤسس فيس بوك مارك زوكربيرج.

قدمت «هوجن»، ما لا يقل عن 8 شكاوى إلى هيئات تنظيم الأوراق المالية الأمريكية، تزعم أن فيس بوك انتهك القانون من خلال حجب المعلومات حول المخاطر التي تشكلها شبكته الاجتماعية، وقد يتخذ فيس بوك بدوره إجراءات قانونية ضدها إذا أكد أنها سرقت معلومات سرية من الشركة.

وقالت هوجن: «عندما نعيش في بيئة معلومات مليئة بالمحتوى الغاضب، البغيض والمستقطب، فإنه يقوض ثقتنا المدنية، ويقوض إيماننا ببعضنا البعض، ويقوض قدرتنا على الرغبة في الاهتمام ببعضنا البعض، نسخة فيس بوك الموجودة اليوم تمزق مجتمعاتنا ويسبب العنف العرقي في جميع أنحاء العالم»، «العنف العرقي» بما في ذلك ميانمار في 2018 عندما استخدم الجيش هناك فيسبوك لشن إبادة جماعية.

مشكلات سابقة

كانت هناك تقارير عن مشكلات في تسجيل الدخول إلى منصة التواصل الاجتماعي والتطبيق التابع لها، واتس آب. يبدو أيضًا أن هناك عددًا من المستخدمين يبلغون عن مشكلات في لندن، بالإضافة إلى برمنجهام ونوتنجهام ومانشستر وكارديف.

وكان تأثير تعطل التطبيقات أسوأ بكثير بالنسبة للعديد من مستخدمي فيس بوك البالغ عددهم ما يقرب من 3 مليارات مستخدم، مما أظهر مدى اعتماد العالم على الخدمة.

يعتمد الكثير من المستخدمين على الموقع لإدارة الأعمال، والتواصل مع المجتمعات ذات الاهتمامات المشتركة، وتسجيل الدخول إلى العديد من مواقع الويب الأخرى، وحتى لطلب الطعام.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز، أفادت بأن سبب عطل خدمات «فيسبوك» هو خطأ في خوادم الشركة، مشيرة إلى أن فيسبوك سترسل فريقًا إلى مركز بيانات سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا في محاولة لإعادة الضبط اليدوي لخوادم الشركة.

الخسائر الاقتصادية لفيس بوك                              

تراجعت الثروة الشخصية لمارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، بنحو 7 مليارات دولار أمريكي في غضون ساعات قليلة بسبب انقطاع خدمات فيسبوك وواتساب وإنستجرام، وفقا لوكالة بلومبرج.

وانخفضت أسهم فيسبوك بقرابة 5% بعد الانقطاع العالمي الذي عانت منه الشركة، لتخسر الشركة 47 مليار دولار من قيمتها السوقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى