الجزيرة العربيةالعرب والعالم

جهود سعودية للتصدي للتغير المناخي ..الأمير محمد بن سلمان يتقدم بالسعودية خطوات إلى الأمام في معركة المناخ

*الدول المشاركة في قمة غلاسكو تشيد بدور السعودية المثالي في المساهمة بإنقاذ كوكب الأرض من خلال مبادرتي “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر”.

  • الامم المتحده : المبادرات السعودية ستساعد على مواجهة التغير المناخي

يستعد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لقيادة وفد بلاده إلى قمة المناخ (كوب 26) التي تنعقد في غلاسكو بين 31 أكتوبر و12 نوفمبر، ليس ليطوي الانتقادات الغربية ضده، على خلفية المزاعم بدور له في مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في تركيا عام 2018، ولكن ليُنظر إليه كواحد من أبرز قادة العالم الذين يقودون مكافحة المتغيرات المناخية.

وأطلق الأمير محمد بن سلمان مبادرة “السعودية الخضراء” لخفض الانبعاثات فيها إلى الصفر بحلول العام 2060، ومبادرة “الشرق الأوسط الأخضر” التي تستهدف زرع 50 مليار شجرة في المنطقة، 10 مليارات منها في السعودية ضمن رؤية 2030 لخفض اعتماد المملكة على عائدات النفط وتحسين جودة الحياة بالبلاد.

ومن المتوقع لاستثمارات تقدر بنحو 180 مليارا في مجالات مكافحة التغير المناخي، أن تضع السعودية في صدارة دول العالم التي تتصدى لظاهرة ارتفاع حرارة الأرض. وذلك في وقت حرج للغاية، حيث يعتبر خبراء المناخ أن قمة الأمم المتحدة في غلاسكو هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ كوكب الأرض.

وتنظر معظم الدول المشاركة في مؤتمر غلاسكو إلى مبادرتي الأمير محمد على أنهما جهد عملاق يستحق الإشادة والتقدير، لاسيما وأن السعودية لن تتوقف عند تحقيق التعادل المناخي بصفر غازات، ولكن، بأن تكون واحدا من أكبر دول العالم المصنعة للهيدروجين بنوعيه، الأزرق والأخضر، الذي يعد المصدر الأول لطاقة المستقبل، في سوق يبلغ حجمه نحو 700 مليار دولار سنويا، قابل للتوسع مع تطور التكنولوجيا الخاصة باستخدامات وتخزين الغاز.

وستكون مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي حصدت دعم ومشاركة عدد من دول المنطقة مثل قطر والكويت والبحرين والعراق والسودان، بدورها أكبر برنامج إعادة تشجير في العالم. وذلك في حين أن مبادرة السعودية الخضراء تهدف أيضا إلى تعزيز كفاءة إنتاج النفط، وزيادة مساهمة الطاقة المتجددة، كما تتضمن سلسلة من البرامج للحفاظ على البيئة البحرية والساحلية وزيادة نسبة المحميات الطبيعية.

وباستثناء الإمارات التي تقدمت بتعهدات لبلوغ الحياد الكربوني في العام 2050، فإنه لم تتقدم أي دولة في العالم حتى الآن بتعهد يقضي بالوصول إلى هذا الحياد في فترة من الزمن لا تتعدى 39 عاما.

ومما لا شك فيه، فإن قادة العالم الذين سيشاركون في قمة غلاسكو سيعتبرون هذا التعهد جديرا بأن يضع السعودية والأمير محمد شخصيا في مصاف القادة الكبار الذين يؤدون دورا مثاليا في المساهمة بإنقاذ كوكب الأرض من كارثة محدقة.

ويقول مراقبون إن المكانة الاستثنائية التي يمكن للسعودية أن تحتلها في مجال مكافحة التغير المناخي، توفر للأمير محمد بن سلمان فرصة استثنائية لإعادة بناء الصورة، أو تطهيرها من التشويهات التي عمدت الدعاية القطرية والتركية على فرضها عليه، وظل يتحمل الكثير من أعبائها حتى اليوم.

وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان إنّ المملكة اختارت تحقيق هدفها في عام 2060 لأن ذلك “سيمكننا من تحقيق انتقال سلس وقابل للتطبيق دون المخاطرة بالتأثيرات الاقتصادية أو الاجتماعية”.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أول المرحبين بالمبادرتين السعوديتين، واصفا إياها بـ”الخطوة الكبيرة” لحماية البيئة ومواجهة تحديات التغير المناخي.

وقال الأمير تشارلز، الذي سيكون أحد أبزر المشاركين في قمة غلاسكو إن المبادرة الخضراء السعودية ومبادرة الشرق الأوسط الخضراء الأوسع نطاقا، “استثنائية وتسهم في بناء مستقبل مستدام ومثمر”.

وأردف تشارلز أن مؤتمر “كوب 26″، يجب أن يكون لديه مساهمات محددة على المستوى الوطني و”خطوط أساس واضحة” وأهداف انبعاثات تصل إلى صفر في المئة بحلول عام 2050.

وتخطط السعودية لاستخدام أحد أكبر مشاريع الغاز الطبيعي في العالم لإنتاج الهيدروجين الأزرق، حيث تكثف جهودها لتصديره كوقود في استخدامات الطاقة الخضراء. وتبلغ تكلفة هذا المشروع نحو 110 مليار دولار.

والهيدروجين الأزرق هو الذي يتم اشتقاقه من الغاز الطبيعي من خلال عملية إعادة تشكيل غاز الميثان بالبخار، أما الهيدروجين الأخضر فهو الذي يتم إنتاجه باستخدام وسائل خضراء للطاقة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان خلال مؤتمر المناخ في الرياض الذي انعقد الأحد بالرياض “نحن أكبر المراهنين على الهيدروجين الأزرق في أسواق الطاقة العالمية. ولدينا قاعدة غازية رائعة في حقل غاز الجافورة سنستخدمها لتوليد الهيدروجين الأزرق”.

ويحوي حقل الجافورة وهو من الأكبر في العالم، على 200 تريليون قدم مكعبة من الغاز، وتتوقع أرامكو بدء الإنتاج منه في عام 2024. ويعني الجمع بين الحياد الكربوني وبين إنتاج الطاقة الخضراء، أن السعودية تقدم مساهمتين اقتصاديتين كبيرتين لنفسها وللعالم في آن معا.

*العرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى