كوكتيل

واشنطن تفضح تزييف الجزائر لموقفها من مغربية الصحراء

مع توالي النجاحات المغربية، في حصد الاعترافات الدولية بسيادتها الكاملة على أراضيها  لم تجد وسائل إعلام جزائرية من وسيلة للتغطية على نجاح دبلوماسية الرباط سوى اللجوء إلى التضليل الإعلامي، عبر تحريف تصريحات نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شمال إفريقيا جوشوا هاريس، الذي أكد من الجزائر نفسها على موقف بلاده المساند للمغرب في قضية الصحراء . 

 وكذبت الخارجية الأميركية ما تم تداوله من قبل وسيلة إعلام جزائرية، على لسان  هاريس، وذلك بنشرها الحوار كاملا باللغة الإنجليزية، الذي أعلن من خلاله وبشكل صريح، أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي “جادة وقوية وواقعية”. 

وأكد هاريس في الحوار الأصلي، الذي نشرته السفارة الأميركية على موقعها الرسمي أن الولايات المتحدة تعتبر مقترح الحكم الذاتي المغربي “جادًا وقويًا وواقعيًا، وهو إحدى السبل المحتملة لتلبية تطلعات أهل المنطقة”، مسجلا أنه لا يمكن فرض السلام من قبل جهة خارجية.  

وأضاف “هنا يأتي دور المبعوث الشخصي ستافان دي ميستورا، ومدى أهمية عملية الأمم المتحدة السياسية للوصول إلى نتيجة دائمة.. نحن بحاجة لنجاح المبعوث الشخصي. ولذا، عدت إلى الجزائر لإجراء جولة أخرى من المشاورات مع شركائنا الجزائريين حول الخطوات العملية لتحقيق نجاح عملية الأمم المتحدة السياسية”. 

ويبدو أن التضليل والتزييف الذي يمارسه الإعلام الجزائري ولجوءه إلى تحريف تصريحات مسؤولين غربيين وتزوير الحقائق، يعكس التخبط الذي تعيش فيه الدبلوماسية الجزائرية. 

وخلافا لما نشره موقع “الجزائر الآن” حول دعم هاريس لأطروحة الانفصال، أكد نص الحوار الأصلي أن المسؤول الأميركي قال إن “الولايات المتحدة ترغب في حل سياسي دائم وعادل لقضية الصحراء.. إننا نفكر بجدية في استخدام نفوذنا لتمكين عملية سياسية ناجحة في الأمم المتحدة. 

وتابع “لقد طال انتظار التوصل إلى قرار بتيسير من الأمم المتحدة، لقد جرب مبعوثو الأمم المتحدة السابقون العديد من السبل المختلفة، لكن للأسف حتى الآن لم تكن تلك الجهود ناجحة”. 

وتحتشد معظم وسائل الإعلام في الجزائر في الصف المعادي للمغرب، وأعلنت حالة استنفار جماعية، حيث لم تتردد صحف وإذاعات وقنوات تلفزية ومواقع إلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي في نعت الرباط بكل الأوصاف السلبية، وتقزيم دوره والاستخفاف بقوته والتهكم على مؤسساته، في الوقت الذي يواصل فيه المغرب تحقيق الانجازات الداخلية والخارجية عبر المشاريع التنموية والاستثمارات التي طالت جميع مناحي الحياة. 

كما سجل المغرب نجاحا استثنائيا على مستوى الفعاليات والمؤتمرات الدولية التي احتضنها، وكانت بوابة لإطلاع الوفود الأجنبية على حقيقة ما يجري في البلاد خصوصا بالنسبة للتنمية في الأقاليم الجنوبية. 

ودائما ما كانت الصحراء الغربية محور السياسة الخارجية المغربية، إذ عملت الرباط على إقناع دول أخرى بالاعتراف بالمنطقة أرضا مغربية في مواجهة مزاعم جبهة بوليساريو الانفصالية المدعومة من الجزائر. 

وفي ديسمبر /كانون الثاني، اعترف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالسيادة المغربية عليها، في تتويج لجهود الرباط فيما يتعلق بالصحراء المغربية، وهو ما سارت عليه الإدارة الأميركية الحالية بقيادة جو بايدن. 

واختارت الإدارة الأميركية، بحسب ما شدد عليه نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي، تعميق المباحثات الخاصة بأطراف النزاع، من خلال جولة جديدة هي الثانية من نوعها إلى الجزائر والمغرب لبحث حلول للنزاع المفتعل “دون مزيد من التأخير”. 

ولفت بيان للخارجية الأمريكية، صدر في السابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري، أنه جرى لقاء جمع هاريس ووزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف بالعاصمة الجزائر،   للتشاور بشأن الجهود المشتركة لتعزيز السلام والأمن الإقليميين، بما في ذلك تكثيف التعاون لضمان نجاح العملية السياسية التابعة للأمم المتحدة بشأن الصحراء دون مزيد من التأخير. 

وكانت الخارجية الأميركية قد أعلنت أن “نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي جوشوا هاريس سيشرع في زيارة لكل من الجزائر والمغرب لبدء جولة من المشاورات مع البلدين حول دفع السلام الإقليمي وتكثيف العملية السياسية للأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي متوافق بشأنه لنزاع الصحراء”. 

يشار أن هاريس زار في سبتمبر /أيلول الماضي الجزائر ومخيمات تندوف، حيث التقى بالمسؤولين الجزائريين وقادة من البوليساريو، وشدد خلالها أن هذه الزيارة على “أهمية الدعم الكامل والمشاركة مع ستافان ديمستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، بروح الواقعية والتسوية، وتكثيف الجهود لتحقيق حل سياسي دائم وكريم لهذا النزاع”. 

*middle-east

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى