رأي في الحدث

أحمد الدواس : تدهور أوضاعنا سببه مجلس الأمة

عادت المعارضة لتسيطر على مجلس الأمة، ما يمهد لمجابهة جديدة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وولي الأمر، إذ عاد نواب الأزمات إلى سلوكهم المعتاد في المجلس، فمن المحتمل حل البرلمان بعد فترة زمنية قصيرة، بسبب صعوبة التعايش مع مجلس يضع على رأس أولوياته تحدي الحكومة وعرقلة عملها.

كذلك قد يعمل البرلمان على اللجوء إلى افتعال أزمات مختلفة مع الحكومة، وإغراقها بالاستجوابات والردود، فالمعارضة، بعد الانتخابات الأخيرة، سيكون لها الصوت الأعلى.

وسبق لصاحب السمو الأمير، حفظه الله، أن أكد أنه لن يقبل باستمرار الصراع بين السلطتين، لما يقود إليه من إضرار بمصالح البلاد والعباد.

ربما تستمر الأزمات بين مجلس الوزراء والبرلمان، ما لم يكن هناك رئيس وزراء جديد، أو على الأقل تصدر الحكومة حزمة من القرارات الشعبية المتعلقة بتحسين معيشة المواطنين.

لقد كانت الكويت “درة الخليج”، وحققت انجازات حضارية وتنموية كبيرة، وهي من دون برلمان، فيما تدهورت أوضاعها بعد تشكيل مجلس الأمة، إذ جاءت الانتكاسة بعد العمل بدستور 1962، عندما خشي مشرعو الدستور من طغيان السلطة عليه، فحصنوه في مبالغة عجيبة جعلت سلطات مجلس الأمة مطلقة دون حدود، في التشريع، والرقابة، والمساءلة، والعزل، بل وحتى سلطة مخالفة الدستور، وقوانين الدولة بمقولة “المجلس سيد قراره”،

كل هذه السلطات جاءت من خلال غرفة تشريعية واحدة.

نتمنى حل البرلمان لفترة موقتة، لبضعة أشهر أو بضع سنين، فالدستور ليس كتابا منزلاً من السماء، فالمهم مصالح البلاد والعباد، وفي الوقت نفسه العمل على تشكيل “مجلس أعيان” من ذوي الكفاءات الوطنية الجيدة لحل مشكلات البلد.

ها هي الإمارات ليس لديها برلمان منتخب بالكامل، ومع هذا تتقدم سريعا كل يوم، وكسبت احترام العالم، لدرجة ان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، قال شعرا، ذكر فيه كلمة:

“ولنا النصر والصدارة دومافي صباح يعج بالأفراح”.

فما بال بلادي الكويت قد تقاعست عن الصدارة؟

هذا مثال واضح ان البلد يتقدم من دون برلمان.

*السياسه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى